الخلافة المغتصبة - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٦٢
وادعاءهم. فهل يزيد بن معاوية هو ممن صلح أمر المسلمين في عهده. هل قتل الحسين (ع) كما جرى في زمن خلافته، هو من صلاح أمور المسلمين. أم معاوية الذي جعل المنابر تنشغل بلعن علي (ع) أم الوليد الذي سكر حتى راح يمزق كتاب الله ويرشقه بالنبل قائلا: أتهددني بجبار عنيد، فها أنذا جبار عنيد.
أفيستقيم هذا التأويل الفاسد مع ما وصف به الرسول (ص) خلفاؤه الاثنا عشر.
وقد حاول البعض أن يدس بعض الأسماء. كالذي وضعته البكرية. كما جاء في الصواعق المحرقة بإخراج البغوي، بسند حسن، عن عبد الله بن عمر قال:
سمعت رسول الله (ص) يقول: " يكون خلفي اثنا عشر خليفة، أبو بكر لا يلبث إلا قليلا " قال بن حجر في الصواعق، قال الأئمة: صدر هذا الحديث مجمع على صحته. ويكفي في هذا المقام شهادة الناصبي من أن حديث " الاثنا عشر "، مجمع على صحته، وإن كان الاجماع فقط على صدره الأول. أي أن الكلام عن أبي بكر هو من وضع الوضاعين.
ثم إن الحديث - حديث الخلفاء الراشدين - ربط خير الأمة بهم. وهذا مناقض لواقع الخلفاء. فوفاة الرسول (ص) أعقبتها أحداث خطيرة ضد المسلمين وتعاليم الإسلام.
وقد علمنا ما جرى في سقيفة بني ساعدة من مشادات كلامية وما رافقها من تجرؤات على مفاهيم الإسلام ومقدساته من قبل الشيخين كالعزم على قتل علي (ع) وحرق دار فاطمة الزهراء (ع) ومنع تدوين السنة، وحرق المصاحف وما رافقها من أحداث في صفوف القراء. وما شهده عصر عثمان من مفاسد بسبب سوء تدبيره ومخالفته لمبادئ الإسلام مما أدى إلى اضطرابات خطيرة انتهت بمقتله على يد ثوار من الصحابة.
كل هذا يناقض ادعاء الحديث الذي يربط بين خير الأمة وصلاح الحكم ورشد خلفائه.
ومن جانب آخر، ذكر الحديث أن خلفاءه مهديين. ومفاده أن خلفاءه بلغوا
(٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة 7
2 مدخل 17
3 حركة النفاق في المجتمع الاسلامي 17
4 التدابير النبوية في تركيز الإمامة 26
5 نتيجة المدخل 35
6 النفاق والنهاية المفتعلة 43
7 الباب الأول الخلفاء الراشدون حبكة مفتعلة! الفصل الأول: الاصطلاح والمفهوم 53
8 أهل البيت والأعلمية 69
9 الخلفاء ما داموا مارسوا الخلافة 80
10 السقيفة والمعارضة 84
11 الخلفاء ما داموا صحابة 89
12 الفصل الثاني: الخلفاء والواقع التاريخي موقف الإمام علي (ع) مثالا 95
13 الباب الثاني أزمة تاريخ أم أزمة مؤرخين؟ نموذج ابن خلدون التاريخ لماذا؟ 113
14 لماذا ابن خلدون؟ 117
15 ابن خلدون ووفاة الرسول (ص) وبدء الخلافة! 122
16 في مسألة تجهيز جيش أسامة 124
17 فتح باب أبي بكر، وذكر الخلة! 131
18 صلاة أبي بكر 135
19 خبر السقيفة 143
20 سعد الخزرجي وأساطير الجن 148
21 خلافة عمر 153
22 عثمان والفتنة 160
23 ابن خلدون ومعاوية بن أبي سفيان! 180
24 كربلاء.. نموذجا آخر 185
25 شبهات ابن خلدون والرد عليها 196
26 الباب الثالث عبقريات في الميزان أوهام مقدسة 209
27 العبقرية 211
28 الذاكرة أساس الشخصية 214
29 الخليفة الثاني عمر بن الخطاب 224
30 عثمان بن عفان 230
31 غاية الكلام في الثالثة 233
32 خاتمة 235