الخلافة المغتصبة - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٢٠١
الحسن، لقال ابن حجر لما يدل عليه الحال من ادعاء ابن خلدون فدعنا هنا نعالج ما قاله ابن حجر.
في العبارة الأولى هناك مجازفة تنطوي على جهل وقلة علم، فقوله:
لا نسلم بأن معنى الولي ما ذكروه، يخفي موقف التمذهب، لأن التسليم في هذه المقامات ليس من اختيار الأهواء النفسية والمذهبية، بقدر ما هو تقرير العلم، فاختياره الناصر والمحبوب هو أيضا مما يثقل تقبله على العقل، لأنه لا دليل يقتضيه، وهو من قال: تعيين بعض معاني المشترك من غير دليل يقتضيه تحكم لا يعتد به، كما أن معنى الناصر والمحبوب هي أبعد المعاني عن مفهوم الولي من الإمامة نفسها، والقرائن على ذلك ظاهرة، يدل عليها الحال من خطبة الرسول (ص) وظروفها النفسية والتاريخية.
فتاريخ الخطبة تزامن مع نهاية وختم الرسالة، وعلى أثرها نزل الوحي معلنا بإكمال الدين. وجغرافيتها منطقة نائية، وطقس حار. كل هذا لا يدل على أن المقام، هو مقام حديث عن المحبة والنصرة.
هذا بغض النظر عن عدم وفاء أصحابه بالمحبة والنصرة. بل وإنه حتى على أساس هذا التأويل يبقى ابن خلدون محاصرا بحرج شديد. في أمر الأمويين الذين لم يحبوا ولم ينصروا عليا (ع).
وهكذا يكون الجلي من نصوص الشيعة جليا حقيقة. ولا مهرب بعد ذلك من إقامة الحد على الادعاء الخلدوني. جزاء وفاقا لما رامه من تهريج يمجه طبع الغرير.
وفي مورد آخر يتعرض ابن خلدون لما تدعيه الشيعة من وصية الرسول (ص) للإمام علي (ع) قال:
" والأمر الثاني هو شأن العهد من النبي (ص) وما تدعيه الشيعة من وصية لعلي (رض) وهو أمر لم يصح ولا نقله أحد من أئمة النقل (135) ".

(135) مقدمة ابن خلدون ص 224.
(٢٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة 7
2 مدخل 17
3 حركة النفاق في المجتمع الاسلامي 17
4 التدابير النبوية في تركيز الإمامة 26
5 نتيجة المدخل 35
6 النفاق والنهاية المفتعلة 43
7 الباب الأول الخلفاء الراشدون حبكة مفتعلة! الفصل الأول: الاصطلاح والمفهوم 53
8 أهل البيت والأعلمية 69
9 الخلفاء ما داموا مارسوا الخلافة 80
10 السقيفة والمعارضة 84
11 الخلفاء ما داموا صحابة 89
12 الفصل الثاني: الخلفاء والواقع التاريخي موقف الإمام علي (ع) مثالا 95
13 الباب الثاني أزمة تاريخ أم أزمة مؤرخين؟ نموذج ابن خلدون التاريخ لماذا؟ 113
14 لماذا ابن خلدون؟ 117
15 ابن خلدون ووفاة الرسول (ص) وبدء الخلافة! 122
16 في مسألة تجهيز جيش أسامة 124
17 فتح باب أبي بكر، وذكر الخلة! 131
18 صلاة أبي بكر 135
19 خبر السقيفة 143
20 سعد الخزرجي وأساطير الجن 148
21 خلافة عمر 153
22 عثمان والفتنة 160
23 ابن خلدون ومعاوية بن أبي سفيان! 180
24 كربلاء.. نموذجا آخر 185
25 شبهات ابن خلدون والرد عليها 196
26 الباب الثالث عبقريات في الميزان أوهام مقدسة 209
27 العبقرية 211
28 الذاكرة أساس الشخصية 214
29 الخليفة الثاني عمر بن الخطاب 224
30 عثمان بن عفان 230
31 غاية الكلام في الثالثة 233
32 خاتمة 235