الخلافة المغتصبة - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ١٩٩
مؤمن ومؤمنة. وفي رواية أخرجها الطبراني وصححها ابن حجر عن زيد بن أرقم قال: خطب رسول الله (ص) بغدير خم تحت شجرات فقال:
" أيها الناس يوشك أن أدعى فأجيب وإني مسؤول وإنكم مسؤولون فماذا أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت وجاهدت ونصحت فجزاك الله خيرا فقال:
أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأن جنته حق وأن ناره حق وأن الموت حق وأن البعث حق بعد الموت وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور قالوا بلى نشهد بذلك قال: اللهم اشهد ثم قال: فمن كنت مولاه فهذا مولاه - يعني عليا - اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ". (132).
وذكره النسائي عن عائشة بنت سعد قالت سمعت أبي يقول سمعت رسول الله (ص) يوم الجحفة فأخذ بيد علي وخطب فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس إني وليكم قالوا صدقت يا رسول الله ثم رفع يد علي فقال هذا وليي ويؤدي عني ديني وأنا موالي من والاه ومعادي من عاداه.
هذه نماذج يسيرة جدا فيما لو قيست بخضم المرويات التي لا طائل من ذكرها هنا، وقد بلغ التواتر به حدا أضحى كلاما يجري على ألسن كبار الشعراء وتتلقاه الآذان من دون رد ولا استغراب.
قال أبو تمام:
ويوم الغدير استوضح الحق أهله * بفيحاء ما فيها حجاب ولا ستر أقام رسول الله يدعوهم بها * ليقر بهم عرف وينآهم نكر يمد بضبعيه ويعلم أنه * ولي ومولاكم فهل لكم خبر يروح ويغدو بالبيان لمعشر * يروح بهم غمر ويغدو بهم غمر فكان له جهر بإثبات حقه * وكان لهم في بزهم حقه جهر (133) أثم جعلتم حظه حد مرهف * من البيض يوما حظ صاحبه القبر

(132) الخصائص ص 25 في باب الترغيب في موالاته والترهيب من معاداته.
(133) ديوان أبي تمام.
(١٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة 7
2 مدخل 17
3 حركة النفاق في المجتمع الاسلامي 17
4 التدابير النبوية في تركيز الإمامة 26
5 نتيجة المدخل 35
6 النفاق والنهاية المفتعلة 43
7 الباب الأول الخلفاء الراشدون حبكة مفتعلة! الفصل الأول: الاصطلاح والمفهوم 53
8 أهل البيت والأعلمية 69
9 الخلفاء ما داموا مارسوا الخلافة 80
10 السقيفة والمعارضة 84
11 الخلفاء ما داموا صحابة 89
12 الفصل الثاني: الخلفاء والواقع التاريخي موقف الإمام علي (ع) مثالا 95
13 الباب الثاني أزمة تاريخ أم أزمة مؤرخين؟ نموذج ابن خلدون التاريخ لماذا؟ 113
14 لماذا ابن خلدون؟ 117
15 ابن خلدون ووفاة الرسول (ص) وبدء الخلافة! 122
16 في مسألة تجهيز جيش أسامة 124
17 فتح باب أبي بكر، وذكر الخلة! 131
18 صلاة أبي بكر 135
19 خبر السقيفة 143
20 سعد الخزرجي وأساطير الجن 148
21 خلافة عمر 153
22 عثمان والفتنة 160
23 ابن خلدون ومعاوية بن أبي سفيان! 180
24 كربلاء.. نموذجا آخر 185
25 شبهات ابن خلدون والرد عليها 196
26 الباب الثالث عبقريات في الميزان أوهام مقدسة 209
27 العبقرية 211
28 الذاكرة أساس الشخصية 214
29 الخليفة الثاني عمر بن الخطاب 224
30 عثمان بن عفان 230
31 غاية الكلام في الثالثة 233
32 خاتمة 235