الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٧٤١
(وهي تضاده لأول وهلة على ما يبدو)، بل في وسط المحنة (4 / 12 - 13). لا يكف العالم عن محاولته في هدم هذا الرجاء، ولكن يجب على المؤمن أن يكون مستعدا لأن يرد برباطة جأش على من يطلب منه دليلا على تعلقه به (3 / 15 - 16).
ج) أداء الشهادة في حياة كل يوم: تلح الرسالة في ما دعي إليه شعب الله. فقد اختار الله أناسا ليخدموه وينشروا معرفة أعماله في كل مكان من الأرض. ولذلك يلازم موضوع اختيار الله في رسالة بطرس الأولى موضوع كهنوت المؤمنين (2 / 5 و 2 / 9 وراجع أيضا روم 12 / 1)، والخدمة المطلوبة منهم تقام أولا في الكنيسة (1 / 22 و 2 / 1 - 5 و 3 / 8 - 12 و 4 / 7 - 11 و 5 / 1 - 7).
يضطلع الشيوخ بمسؤولية خاصة لحفظ الجماعة في العمل بالمحبة الأخوية (5 / 1 - 4)، ولكن هناك أيضا جميع الواجبات التي تتناول مختلف مظاهر الحياة السياسية والاجتماعية والعائلية (2 / 11 - 3 / 27). الارشادات في هذه الموضوعات قريبة من القواعد الخلقية الواردة في أدب الدنيا في ذلك الزمان أو في الدين اليهودي. ولكنها تتلقى توجيها ومضمونا جديدين، لأنهما تناطان بالرب (2 / 13) وتراعيان حرمة كل امرئ حتى أوضع الناس. يبدو أن تلك الارشادات لم تتعرض لما في الأنظمة الاجتماعية القائمة في ذلك الزمان من أمور غير سوية، فتحتاج إلى الاصلاح، ولا يظهر فيها ما يدعو إلى الثورة. ولكنها كانت تدل المؤمنين إلى حد ما على النهج الذي يجب عليهم أن يسلكوه، وهو أن يحملوا دعوة إلى الرجاء في محبة الرب، فيبدلوا حالة الإنسان في داخله، فيمكنوا من إجراء ما يحتاج إليه من إصلاحات في الحياة الاجتماعية. يضاف إلى ذلك أن الرسالة على العموم لا تظهر أي عداء كان للعالم الوثني، بل تلح في مسؤولية شعب الله في علاقاته بذلك العالم الوثني. فعلى المؤمنين في جميع الأحوال، حتى أعسرها، أن يتصرفوا تصرفا يكون فيه نور للوثنيين (2 / 11 - 12 و 3 / 13 - 17).
تذكر الرسالة مسيحيي جميع الأزمنة بما يدعو إليه الرجاء الحي الذي هو رجاؤهم في يسوع المسيح. إنه يدعو إلى الاعتصام بثقة بالرب الظافر وإلى النشاط البناء في خدمته.
(٧٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 736 737 738 739 740 741 742 743 744 745 746 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة