الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٧١٣
على المواعد، بل رأوها وحيوها عن بعد، واعترفوا بأنهم " غرباء نزلاء في الأرض ".
14 فإن الذين يقولون هذا القول يدلون على أنهم يسعون إلى وطن. 15 ولو كانوا يفكرون في الوطن الذي خرجوا منه، لكان لهم الوقت للرجوع إليه، 16 في حين أنهم يرغبون في وطن أفضل، أعني الوطن السماوي. لذلك لا يستحيي الله أن يدعى إلههم، فقد أعد لهم مدينة.
17 بالإيمان قرب إبراهيم إسحق، لما امتحن. فكان يقرب ابنه الوحيد، وقد تلقى المواعد، 18 وكان قد قيل له: " بإسحق سيكون لك نسل يحمل اسمك " (13). 19 فقد اعتقد أن الله قادر حتى على أن يقيم من بين الأموات (14). لذلك استرده، وفي هذا رمز.
20 بالإيمان بارك إسحق (15) يعقوب وعيسو في شؤون المستقبل. 21 بالإيمان بارك يعقوب، لما حضره الموت، كلا من ابني يوسف " وسجد وهو مستند إلى طرف عصاه " (16).
22 بالإيمان ذكر يوسف، وقد حان أجله، خروج بني إسرائيل وأوصى برفاته.
23 بالإيمان أخفى موسى أبواه بعد مولده ثلاثة أشهر لأنهما رأيا حسن الصبي ولم يخشيا أمر الملك. 24 بالإيمان أبى موسى، حين صار شابا، أن يدعى ابنا لبنت فرعون، 25 وآثر أن يشارك شعب الله في عذابه على التمتع الزائل بالخطيئة، 26 وعد عار المسيح غنى أعظم من كنوز مصر (17)، لأنه كان يطمح إلى الثواب.
27 بالإيمان ترك مصر ولم يخش غضب الملك، وثبت على أمره ثبوت من يرى ما لا يرى. 28 بالإيمان أقام الفصح ورش الدم، لئلا يمس المبيد أبكار بني إسرائيل (18).
29 بالإيمان جازوا البحر الأحمر كأنه بر، في حين أن المصريين حاولوا العبور فغرقوا.
30 بالإيمان سقط سور أريحا بعد الطواف به سبعة أيام. 31 بالإيمان لم تهلك راحاب البغي مع الكفار، لأنها تقبلت الجاسوسين بالسلام.
32 وماذا أقول أيضا؟ إن الوقت يضيق بي، إذا أخبرت عن جدعون وباراق وشمشون ويفتاح وداود وصموئيل والأنبياء. 33 فهم بفضل الإيمان دوخوا الممالك وأقاموا العدل

(١٣) تك ٢١ / ١٢.
(١٤) ذكر بولس الرسول، في روم ٤ / ١٧، بإيمان إبراهيم بالله الذي " يحيي الأموات ويدعو إلى الوجود غير الموجود ". والكاتب يتخذ هنا النظرة نفسها ويصلها بوجه من وجوه القيامة الذي كان إسحق موضوعها بنجاته من الموت.
(١٥) تك ٢٧ / ٢٨ - ٢٩ و ٣٩ - ٤٠، ولكن راجع عب ١٢ / ١٦ - ١٧.
(١٦) يستشهد الكاتب هنا ب‍ تك ٤٧ / ٣١، بحسب الترجمة اليونانية وهي تقريبية. ويبقى المعنى واضحا: يبارك المائت الباقين، فيمكنهم بذلك من وراثة المواعد.
(١٧) لا يأتي ذكر المسيح إلا عند ذكر الأمثلة المأخوذة من سيرة موسى. لكن وجود المسيح مقدر في هذا الفصل كله، منذ ذبيحة هابيل وصعود أخنوخ إلى السماء وخلاص نوح ومولد إسحق العجيب واستعادته حياته بوجه من وجوه القيامة ووراثة المواعد. وكان موسى مؤهلا لأن يتيح الفرصة لأن يذكر صراحة، لأنه كان مخلص شعب الله ووسيطه، فأخذ على عاتقه عار المسيح (راجع مز ٨٩ / ٥١ واش ٥٣) لأنه عانى الآلام والمحن العائدة إلى دور " القائد إلى الخلاص " والمخلص (راجع ٢ / ١٠ ورسل ٧ / ٣٥). لقد أنكر موسى تبنيه البشري والفوائد التي تأتيه منه وفضل التبني الإلهي.
(18) راجع خر 12 / 13 و 23.
(٧١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 708 709 710 711 712 713 714 715 716 717 718 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة