الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٧١١
[دواعي الرجاء] 32 ولكن اذكروا أيام الماضي، التي فيها تلقيتم النور (14) فجاهدتم جهادا كثيرا متحملين الآلام (15)، 33 فصرتم تارة عرضة للتعيير والشدائد، وتارة شركاء الذين عوملوا بمثل ذلك. 34 فقد شاركتم السجناء في آلامهم وتقبلتم فرحين أن تنهب أموالكم، عالمين أن لكم ثروة أفضل لا تزول. 35 لا تضيعوا إذا ثقتكم فلها جزاء عظيم، 36 وأن بكم حاجة إلى الصبر (16) لتعملوا بمشيئة الله فتحصلوا على الموعد.
37 " قليلا قليلا من الوقت (17) فيأتي الآتي ولا يبطئ.
38 إن البار لدي بالإيمان يحيا وإن ارتد، لم ترض عنه نفسي " (18).
39 فلسنا أبناء الارتداد لنهلك، بل أبناء الإيمان، لخلاص النفس (19).
[إيمان الأجداد عبرة] [11] 1 فالإيمان (1) قوام الأمور التي ترجى وبرهان الحقائق التي لا ترى (2)، 2 وبفضله شهد للأقدمين (3). 3 بالإيمان ندرك أن العالمين أنشئت (4) بكلمة الله، حتى أن ما يرى يأتي مما لا يرى.

(١٤) راجع ٦ / ٤.
(١٥) تشير الآيات ٣٢ إلى ٣٥ إلى أوضاع عسيرة توصف ببعض علامات: قتال شاق، وشتائم واضطهادات، وسلب، وأسر. وتلك كانت أوضاع الذين كتبت إليهم الرسالة. راجع أوضاعا مماثلة في 1 تس 2 / 14.
(16) سيشرح موضوع الصبر في 12 / 1 - 13.
(17) اش 26 / 20 اليوناني.
(18) حب 2 / 3 - 4 اليوناني. راجع روم 1 / 17 وغل 3 / 11. يغير الكاتب ترتيب النص فيحذف بذلك التباسا محتملا. ففي الترجمة اليونانية للنبوءة، تأتي عبارة " وإن ارتد " بعد " ولا يبطئ " مباشرة.
(19) سيشرح موضوع الإيمان في 11 / 1 - 40.
(1) تشدد الآيات 1 إلى 3 على الإيمان والشهادة فتقدم مبدأ التفسير الذي سيطبق على جميع الأحداث التي ستذكر بعدئذ. يميز الكاتب، كما فعل بولس في روم 8 / 24 - 25 و 1 قور 13 / 12 و 2 قور 4 / 18، بين ما قد حدث وتحقق وما لم يحدث بعد. ويصبح نوح في 11 / 7 أول مثال للذي يعمل بإيمان يدرك ما لا يرى.
(2) يحدد " الإيمان " هنا بوجه غير شخصي فتقام صلة بينه وبين الرجاء، ويتجه إلى المستقبل وإلى غير المنظور. وفي العهد الجديد وجهات نظر مختلفة تكمل وجهة النظر هذه.
يصور بولس الإيمان بصورة صلة شخصية بين المؤمنين وربهم. ويؤكد يعقوب عدم جدوى إيمان نظري محض بوجود الإله الأوحد ويشدد على الصلة التي لا بد منها بين الإيمان والأعمال (يع 2 / 14 - 26). والألفاظ التي يستعملها الكاتب قابلة لأكثر من تفسير. فقد يعني اللفظ الأول " الجوهر " (يوحنا الذهبي الفم وأوغسطينس وتوما الأكويني:
الإيمان ينشئ فينا الخيرات الروحية المرجوة)، أو " الضمان " و " سند الامتلاك " (غريغوريوس النيصي وكلفان وبعض المعاصرين). كثيرا ما ورد هذا المعنى الثاني في المخطوطات البردية، وهو الراجح هنا، على ما يبدو. إلا أن كثيرا من المفسرين يفضلون عليه معنى " الثقة الثابتة " (ايرسمس ولوثر ومعاصرون كثيرون). أما اللفظ الثاني، فيقترح له كذلك معنى ذاتي (يقين عميق)، لكن معناه العادي هو " برهان " و " دليل ". ويشدد آباء الكنيسة اليونانيون على الوضوح الذي يولده الإيمان وهو رؤية ما لا يرى (راجع 11 / 27).
والكاتب يبرز ما في الإيمان من مفارقة، فإنه يمتلك دون أن يغلق يديه، ويدرك دون أن يرى. وستدل الأمثلة التي ستتبع على ما ينطوي عليه الإيمان من قوة حياتية.
(3) إن هذه الطريقة في استعراض شخصيات العهد القديم مألوفة في التقليد اليهودي (سي 44 - 50 ويه 8 / 25 - 27 و 1 مك 2 / 51 - 64).
(4) تمكن المقارنة بين 1 / 2 +، و 1 / 3 +. يشير الكاتب إلى رواية التكوين (تك 1 وراجع مز 33 / 6 و 9).
(٧١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 706 707 708 709 710 711 712 713 714 715 716 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة