الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٧١٢
4 بالإيمان قرب هابيل (5) لله ذبيحة أفضل من ذبيحة قاين، وبالإيمان شهد له أنه بار، فقد شهد الله لقرابينه، وبالإيمان ما زال يتكلم بعد موته.
5 بالإيمان أخذ أخنوخ لئلا يرى الموت، " فلم يجده أحد لأن الله أخذه " (6). وشهد له قبل رفعه بأن الله قد رضي عنه، 6 وبغير الإيمان يستحيل نيل رضا الله، لأنه يجب على الذي يتقرب إلى الله أن يؤمن بأنه موجود وأنه يجازي الذين يبتغونه (7).
7 بالإيمان أوحيت إلى نوح أمور لم تكن وقتئذ مرئية، فتورع وبنى سفينة لخلاص أهل بيته، حكم (8) بها على العالم وصار وارثا للبر الحاصل بالإيمان.
8 بالإيمان لبى إبراهيم (9) الدعوة فخرج إلى بلد قدر له أن يناله ميراثا، خرج وهو لا يدري إلى أين يتوجه. 9 بالإيمان نزل في أرض الميعاد نزوله في أرض غريبة، وأقام في الخيام مع إسحق ويعقوب الشريكين في الميراث الموعود عينه، 10 فقد كان ينتظر المدينة ذات الأسس (10) والله مهندسها وبانيها.
11 بالإيمان نالت سارة هي أيضا القوة على إنشاء نسل (11)، وقد جاوزت السن، ذلك بأنها عدت الذي وعد أمينا. 12 ولذلك ولد من رجل واحد، وقد قارب الموت، نسل " كنجوم السماء كثرة وكالرمل الذي على شاطئ البحر، وهو لا يحصى " (12).
13 في الإيمان مات أولئك جميعا ولم يحصلوا

(٥) ورد في تك ٤ / ٤ - ١٠ إن " هابيل " هو أول من مات بسبب أمانته لله. تتكرر هذه الفكرة في متى ٢٣ / ٣٥.
يستند الكاتب إلى رواية التكوين، لكنه يحور مضمونها بعض الشئ، ففي تك ٤ / ١٠، دم هابيل هو الذي يصرخ، في حين أن هابيل هو الذي يتكلم هنا، مع أنه ميت.
(٦) ورد في تك ٥ / ١٨ - ٢٤ أن " أخنوخ أخذه الله ".
ويرد هذا الخبر أيضا في سي ٤٤ / ١٦ و ٤٩ / ١٤. نجا أخنوخ من الموت، فعد الكاشف عن الأسرار السماوية وكان موضوع بحوث نظرية وافرة في أدب الدين اليهودي في عهده المتأخر.
أما كاتب الرسالة إلى العبرانيين، فهو كثير الاعتدال في هذا الشأن.
(7) هذه الجملة من أكثر النصوص الكتابية استعمالا في المناقشات في ضرورة الإيمان لجميع الناس ليخلصوا.
ونلاحظ من جهة أخرى بأية أسلوب عقلي تعبر هذه الجملة عن مضمون الإيمان. ولا بد أخيرا من الإشارة إلى أن الكاتب يكتفي بعبارة عامة جدا لا تسمي المسيح نفسه (راجع يو 20 / 31 و 1 يو 5 / 1 و 5). إنه يشعر بما هناك من مراحل في الوحي الإلهي، فيتجنب أن ينسب إلى أخنوخ إيمانا صريحا بيسوع المسيح (راجع روم 4 / 17 و 24).
(8) تك 6 / 5 - 10 / 32: " السفينة " التي تخلص هي السفينة التي تدين أيضا: فكثيرا ما يكون للفعل الواحد نتائج مزدوجة، إيجابية وسلبية (راجع 2 قور 1 / 15 - 16).
(9) في سيرة " إبراهيم " الهامة (تك 12 - 25)، يشدد الكاتب على ما لهجرة إبراهيم من معنى ديني (تك 12 / 1 - 14).
وهو لا يعرض مراحل حياته البدوية (شكيم وبيت إيل وحبرون وبئر شبأ، بل الإقامة في مصر)، بل يستخلص معناها، وهو أن الوعد ثابت، ولكن الإقامة غير ثابتة.
(10) هذه المدينة هي أورشليم السماوية (راجع 11 / 16 و 12 / 22 ورؤ 21 / 2 و 10 - 27)، أسسها الله تأسيسا أكثر حقيقة وامتن من كل بناء أرضي (راجع عب 12 / 27 - 28). ولم تكن مدينة داود إلا صورة سابقة لها (مز 48 / 9 و 87 / 1 و 5 واش 28 / 16 و 54 / 11).
(11) في النص اليوناني، تنطبق عبارة " القوة على إنشاء نسل على إبراهيم أكثر مما تنطبق على " سارة ". لكن اسم سارة ورد في جميع المخطوطات، فلا سبيل إلى استبدال اسم إبراهيم به. لقد حذف الكاتب موضوع الضحك الذي يظهر ثانية، في تك 17 / 17 - 19 و 18 / 12 - 15 و 21 / 1 - 7، لأسباب مختلفة.
(12) يستخدم الكاتب شاهدا من تك 22 / 17 الذي يجمع بين رمزي الكثرة: " الرمل " (تك 13 / 16 و 32 / 13 و 41 / 49) و " النجوم " (تك 15 / 5 و 26 / 4).
(٧١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 707 708 709 710 711 712 713 714 715 716 717 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة