الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٥٤٣
قورنتس (6 / 1 - 7). ويذكر في 7 / 4 - 17 كيف لحق به طيطس إلى مقدونية، بعد ما انفرجت الأزمة.
2) توصيتاه لجمع الصدقات من أجل كنيسة أورشليم: الفصلان 8 و 9.
3) إن الفصول 10 - 13 كلام طويل حاد اللهجة، بعضه لاذع، ولكنه يفيض بما يقضي به الحق والإيمان، وقد دافع فيه بولس عن أصالة خدمته الرسولية. يكفي المرء أن يقرأ 11 / 22 - 31 و 12 / 1 - 10 ليقتنع بقوة الإنجيل التي تظهر في حياة الرسول.
[رسول يسوع المسيح] إن الفائدة العظيمة التي تكمن في 2 قور هي أنها تمزج مزجا شديدا الأحداث البشرية بحضور الرب الفعال. ليس فيها عرض للتعليم من جهة وتأمل موضوعه الحياة من جهة أخرى، بل حركة واحدة قوية جدا وقوة دافعة تجمعان جمعا وثيقا بين شخص المسيح وعمله في الحاضر، وحياة المسيحيين في كنيسة قورنتس، ولا سيما حياة الرسول.
يجمع مرات كثيرة بين عمل الروح القدس وعمل المسيح (1 / 21 و 3 / 18)، ويضاف إليهما أحيانا عمل الله، كما ورد في 1 / 21 - 22. وهكذا يكون بين المسيح والروح القدس والله علاقة وثيقة، كما ورد في 3 / 3 و 13 / 13. ترسم هذه العبارات ما قيل له الثالوث في القرون اللاحقة، ولكنها ترسمه وهي تلح في اختلاف عمل الثلاثة ووحدته. فالمسيح والله والروح القدس يتدخلون في حياة المؤمنين والجماعة ليسيروا بعمل الخلاص إلى أن يتحقق.
وهناك أمر يسترعي الانتباه وهو أن الرسول يلح، وهو يتكلم على المسيح. فكثرة العبارة " في المسيح " تظهر علاقة الاتحاد في الحاضر، في حين أن العبارة " مع المسيح " تؤكد أن في المستقبل اتحادا أوثق يعقب مرور الإنسان بالموت والقيامة. ووجد الرسول تعبيرا فائق الحسن للاعتراف الايماني بالمسيح، فقال في 4 / 4: " المسيح صورة الله ". فإن بولس، بعبارة فريدة في نوعها هي " صورة الله "، عبر عن الطابع الخاص بشخص المسيح. المسيح إنسان حقيقي مثل آدم، وهو صورة الله.
المسيح هو الذي في الأرض يكشف عن الله: إنه صورة الله، إنه الذي فيه يستطيع كل إنسان أن يلقى الله.
هكذا يجعل دائما أبدا صلة بين موت المسيح وحياته ونتائجها الحاضرة في الرسول والجماعة والمسيحي.
إن 2 قور هي رسالة الخدمة الرسولية على وجه رفيع. يسير الرسول في موكب المسيح المنتصر وينشر في كل مكان اريج معرفته، وهو رائحة حياة (2 قور 14 - 17). وهكذا يشترك في مصير المسيح فيحمل في جسده آلام موت يسوع لتظهر فيه حياة المسيح أيضا. وما يبلغه الرسول هو رسالة حية: إنها جماعة قورنتس. قال بولس لأهل قورنتس: " أنتم رسالتنا " (2 قور 3 / 2). اهتدى بولس إلى العبارة الموافقة ليصف عظمة خدمته وسرعة عطبها فقال إنها " كنز نحمله في آنية خزف " (4 / 7).
وأتى بوصف مفصل محكم حاذق، في 6 / 4 - 10، أظهر فيه ما لخدمته الرسولية من قدرة وحدود.
(٥٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 538 539 540 541 542 543 544 545 546 547 548 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة