الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٥٣٢
بروحي وأصلي بعقلي أيضا. انشد بروحي وأنشد بعقلي أيضا. 16 فإذا كنت لا تبارك إلا بروحك، فكيف يجيب الحاضر غير العارف (6) عن شكرك: آمين، وهو لا يعلم ما تقول؟ 17 إنك أحسنت الشكر، ولكن غيرك لم يحظ بشئ للبنيان. 18 إني، والحمد لله، أتكلم بلغات أكثر مما تتكلمون كلكم، 19 ولكني أوثر أن أقول وأنا في الجماعة خمس كلمات بعقلي أعلم بها الآخرين على أن أقول عشرة آلاف كلمة بلغات.
20 لا تكونوا أيها الإخوة أطفالا في الرأي، بل تشبهوا بالأطفال في الشر (7)، وكونوا راشدين في الرأي. 21 فقد ورد في الشريعة:
" قال الرب: سأكلم هذا الشعب بلسان أناس لهم لغة غريبة وبشفاه غريبة، ومع ذلك لا يصغون إلي ". 22 فاللغات إذا ليست آية للمؤمنين، بل لغير المؤمنين. على أن النبوءة ليست لغير المؤمنين، بل للمؤمنين. 23 فلو اجتمعت الجماعة كلها وتكلم جميع من فيها بلغات، فدخل قوم من غير العارفين أو من غير المؤمنين، أفلا يقولون إنكم جننتم. 24 ولكن لو تنبأوا كلهم، فدخل عليهم غير مؤمن أو غير عارف، لوبخوه كلهم ودانوه كلهم، 25 فتنكشف خفايا قلبه، فيسقط على وجهه ويعبد الله معلنا أن الله بينكم حقا (8).
[المواهب من الوجهة العملية] 26 فماذا إذا أيها الإخوة؟ إذا اجتمعتم، قد يأتي كل منكم بمزمور أو تعليم أو وحي أو كلام بلغات أو ترجمة، فليكن كل شئ من أجل البنيان. 27 فإذا تكلمتم بلغات، فليتكلم منكم اثنان أو ثلاثة على الأكثر، واحدا واحدا، وليكن فيكم من يترجم. 28 فإن لم يكن مترجم، فليصمت المتكلم بلغات في الجماعة وليحدث نفسه والله. 29 أما الأنبياء، فليتكلم منهم اثنان أو ثلاثة وليحكم الآخرون (9). 30 وإن أوحي إلى غيرهم من الحاضرين (10)، فليصمت من كان يتكلم، 31 لأنه بوسعكم جميعا أن تتنبأوا، الواحد بعد الآخر، ليتعلم جميع الحاضرين ويتشددوا.

(6) هو الذي يكتفي بالاستماع ولا ينتمي إلى الجماعة انتماء تاما، لأنه لم يختر المسيح نهائيا (الآيتان 23 - 24) فلم يكن مطلعا على التكلم باللغات.
(7) لم يبلغ " الأطفال " سن التمييز ولا القدرة على ارتكاب الشر. وبولس يدعو المسيحيين إلى الاقتداء بهم في الأمر الثاني، لا في الأمر الأول (راجع مر 10 / 14 وما يوازيه).
(8) ليس من السهل أن نعرف ما هي الصلة القائمة بين المبدأ (الآية 22) وتطبيقه (الآيات 23 - 25). يبدو لنا أن التطبيق يناقض المبدأ. لكن التكلم باللغات هو، في الواقع، علامة لغير المؤمنين، فإنه يثبتهم في عدم إيمانهم (الآية 21:
" ومع ذلك لا يصغون إلي، يقول الرب "، والآية 23: " أفلا يقولون إنكم جننتم؟ ")، في حين أن المتنبئ هو علامة للذين يهتدون إلى الإيمان وينتقلون من وضع غير المؤمن (الآية 24) إلى وضع المؤمن (الآية 22)، وهو يأتيهم بما يهديهم إلى الإيمان (الآية 24). فليس للكلمة اليونانية معنى واحد في الآية 22 (غير المؤمن) وفي الآيتين 23 - 24 (غير العارف وغير المؤمن هو الذي لم يهتد إلى الإيمان).
(9) الترجمة اللفظية: " وليميز الآخرون " (راجع 12 / 10 +).
(10) الترجمة اللفظية: " وإن أوحي إلى غيرهم من الجالسين، فليصمت الأول ".
(٥٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 527 528 529 530 531 532 533 534 535 536 537 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة