الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٤٩٥
تحولوا بتجدد عقولكم لتتبينوا ما هي مشيئة الله، أي ما هو صالح وما هو مرضي وما هو كامل.
3 أقول لكل منكم باسم النعمة الموهوبة لي: لا تذهبوا في الاعتداد بأنفسكم مذهبا يجاوز المعقول، بل تعقلوا فتكونوا من العقلاء (5)، كل واحد على مقدار ما قسم الله له من الإيمان. 4 فكما أن لنا أعضاء كثيرة في جسد واحد، وليس لجميع هذه الأعضاء عمل واحد، 5 فكذلك نحن في كثرتنا جسد واحد في المسيح لأننا أعضاء بعضنا لبعض (6).
6 ولنا مواهب تختلف باختلاف ما أعطينا من النعمة: فمن له موهبة النبوة فليتنبأ وفقا للإيمان (7)، 7 ومن له موهبة الخدمة (8) فليخدم، ومن له التعليم فليعلم، 8 ومن له الوعظ فليعظ، ومن أعطى فليعط بنية صافية، ومن يرئس (9) فليرئس بهمة. ومن يرحم فليرحم ببشاشة، 9 ولتكن المحبة بلا رياء.
إكرهوا الشر والزموا الخير. 10 ليود بعضكم بعضا بمحبة أخوية. تنافسوا في إكرام بعضكم لبعض. 11 اعملوا للرب بهمة لا تفتر وروح متقد. 12 كونوا في الرجاء فرحين وفي الشدة صابرين وعلى الصلاة مواظبين. 13 كونوا للقديسين (10) في حاجاتهم مشاركين وإلى ضيافة الغرباء مبادرين. 14 باركوا مضطهديكم، باركوا ولا تلعنوا. 15 افرحوا مع الفرحين وأبكوا مع الباكين. 16 كونوا متفقين، لا تطمعوا في المعالي، بل ميلوا إلى الوضيع. " لا تحسبوا

(4) " هذه الدنيا " أو " هذا العالم ". اقتبس المسيحيون الأولون من الدين اليهودي نظريته لمرحلتين كبيرتين في تاريخ العالم: " الدهر الحاضر "، حيث يسود الشر علنا، و " الدهر الآتي "، حيث يظهر الله ملكه. ولكن الدهر الآتي، في نظر بولس وفي نظر معظم الكتاب المسيحيين الأولين، قد بدأ منذ مجئ المسيح. ولا يبقى الدهر الحاضر، الذي تحت شارة الخطيئة، إلا إلى حين، فإن نهايته مقررة وإن عربون الدهر الجديد حاضر. فمن المهم إذا ألا يدع المسيحي واقعا سيئا عابرا يملي عليه قاعدة حياته.
(5) في هذه الآية جناس حاولنا أن ننقله إلى العربية.
في هذه الآية وفي الآيات التي بعدها، يقاوم بولس بحزم تلك الرذيلة التي ستهدد الجماعات المسيحية على نحو دائم، وهي الاعتداد بالنفس والادعاء: ويحث على التواضع والمحبة والخدمة الأخوية.
(6) نجد الاستعارة نفسها، لتأييد الفكرة نفسها، في 1 قور 12، ولا سيما في الآية 12 وما يليها.
(7) لهذه العبارة معنيان: 1) المقصود هو الإيمان بالمعنى الموضوعي، لا بمعنى مجمل العقائد التي تؤلف الإيمان المسيحي، بل بالأحرى بمعنى أوسع: وفقا للإيمان = بما يوافق إيمان الكنيسة، أي في اتحاد المؤمنين. في هذه الحال، يندمج التعليم الأخلاقي اندماجا تاما في سياق التفكير:
فالمسيحيون يؤلفون جسدا واحدا تقوم أعضاؤه بوظائف مختلفة، لكن يجب ألا يحمل هذا التنوع أحدا على الافتخار بموهبته الخاصة. كل شئ يتم في اتحاد المؤمنين، فالتواضع هو القاعدة إذا. 2) المقصود هو الإيمان بالمعنى الذاتي. في هذه الحال، تكون الجملة قريبة جدا مما قاله بولس في الآية 3، والعبارة " وفقا للإيمان " تعني: " على قدر الإيمان الذي ناله كل فرد ".
(8) من الراجح أن الكلمة المترجمة ب‍ " الخدمة " لها هنا معنى اصطلاحي: خدمة الشمامسة، خدمة مساعدة الفقراء.
(9) " من يرئس " الكنيسة (راجع 1 تس 5 / 12) أو ربما من يرئس في جماعة توزيع الهبات. ولربما كانت الوظيفتان مدموجتين في وظيفة واحدة.
(10) " القديسين ": راجع روم 1 / 7 +، و 15 / 25 +.
(٤٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 490 491 492 493 494 495 496 497 498 499 500 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة