الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٤٩٧
[المحبة المتبادلة والتنبه المسيحي] 8 لا يكونن عليكم لأحد دين إلا حب بعضكم لبعض (6)، فمن أحب غيره أتم الشريعة (7)، 9 فإن الوصايا التي تقول:
" لا تزن، لا تقتل، لا تسرق، لا تشته " وسواها من الوصايا، مجتمعة في هذه الكلمة:
" أحبب قريبك حبك لنفسك " (8). 10 فالمحبة لا تنزل بالقريب شرا، فالمحبة إذا كمال الشريعة.
11 هذا وإنكم لعالمون بأي وقت نحن:
قد حانت ساعة تنبهكم (9) من النوم، فإن الخلاص أقرب إلينا الآن منه يوم آمنا. 12 قد تناهى الليل واقترب اليوم. فلنخلع أعمال الظلام ولنلبس سلاح النور. 13 لنسر سيرة كريمة كما نسير في وضح النهار. لا قصف (10) ولا سكر، ولا فاحشة ولا فجور، ولا خصام ولا حسد، 14 بل البسوا الرب يسوع المسيح، ولا تشغلوا بالجسد لقضاء شهواته.
[الأقوياء والضعاف] [14] 1 تقبلوا ضعيف الإيمان (1) ولا تناقشوا آراءه (2). 2 هناك من هو على يقين من أنه يجوز له الأكل من كل شئ، في حين أن الضعيف لا يأكل إلا البقول. 3 فعلى الذي يأكل ألا يزدري من لا يأكل، وعلى الذي لا يأكل ألا يدين من يأكل، فإن الله قد تقبله (3). 4 من أنت لتدين خادم (4) غيرك؟ (5) أثبت أم سقط، فهذا أمر يعود إلى سيده. وإنه سيثبت، لأن الرب قادر على تثبيته. 5 من الناس من يميز بين يوم ويوم (6)، ومنهم من يساوي بين

(6) إذا أمكن القيام بجميع هذه الواجبات (الديون) المدنية، فهناك للمسيحي واجب أساسي أهم: محبة القريب.
(7) إذا كانت " محبة القريب " وحدها تعد تمام العمل بالشريعة كلها، فذلك أن الشريعة لم يكن لها غاية أخرى:
هذه المحبة هي غايتها. راجع غل 5 / 14 وكيف لخص يسوع الشريعة (متى 23 / 37 - 40): الوصية الثانية مثل الأولى.
(8) خر 20 / 13 - 17 وتث 5 / 17 - 21 واح 19 / 18.
(9) قراءة مختلفة: " تنبهنا ".
(10) القصف: من قصف: أقام في شرب وأكل ولهو.
(1) ينظر بولس، في هذا الفصل، إلى حالة بعض المسيحيين الذين لم يستخلصوا حتى اليوم جميع نتائج اهتدائهم إلى البشارة. فمع أنهم اعتنقوا الإيمان، لا يزالون يعتقدون بأنهم ملزمون بأحكام الدين اليهودي الشرعية (راجع قول 2 / 16 - 23 و 1 طيم 4 / 3 - 5 وطي 1 / 15). على غرار ما فعله بولس في 1 قور 8 / 7 - 13 و 10 / 14 - 33، في أمر اللحوم المذبوحة للأوثان، يطلب هنا من جهة أن يتصرف كل واحد وفقا لاقتناعاته الشخصية (الآيتان 5 - 6)، ومن جهة أخرى أن يتجنب الأقوياء والضعفاء أن يدين بعضهم بعضا. فإن المحبة الأخوية تمكن جميع المؤمنين، أيا كانت درجة تقدمهم في الإيمان، من العيش في السلام والوحدة.
(2) على صاحب الإيمان الذي أنارته المعرفة ألا يحتقر آراء ضمير الضعيف.
(3) إذا كان الأقوياء معرضين لاحتقار إخوتهم الأقل وعيا والسخر من آرائهم، فالضعفاء من جهتهم معرضون للحكم على الذين يتذرعون بالإيمان للتحرر من كل نظام أخلاقي. يذكر بولس هؤلاء وأولئك بأنهم نالوا التبرير بنعمة الله وحدها وبأنه يجب أن توجه سلوكهم محبة مماثلة عندهم جميعا.
(4) القوي والضعيف هما خادمان للرب (الآيات 7 - 9) وله وحده أن يدين (راجع متى 7 / 1 و 1 قور 4 / 5 ويع 4 / 12).
(5) خادم الله.
(6) الترجمة اللفظية: " الواحد يحكم في يوم بالنسبة إلى يوم آخر ". في هذا الفصل، جناس لبولس على كلمة " دان، حكم ". فيستعمله تارة، كما في هذه الآية، بمعنى ميز، وتارة بمعنى حكم (الآية 13 ب)، وتارة بمعنى أدان، وتارة أخيرا بمعنى حكم على (الآية 3). قد يلمح بولس إلى ممارسات يهودية.
(٤٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 492 493 494 495 496 497 498 499 500 501 502 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة