الثقافة الروحية في إنجيل برنابا - محمود علي قراعة - الصفحة ٣٠
الضحك بالناس وفطنة إبراهيم! " فضحك التلاميذ من حمق الشيخ، ووقفوا منذهلين من فطنة إبراهيم، ولن يسوع وبخهم قائلا: لقد نسيتم كلام النبي القائل " الضحك العاجل، نذير البكاء الآجل " وأيضا " لا تذهب إلى حيث الضحك، بل اجلس حيث ينوحون، لأن هذه الحياة تنقضي في الشقاء "، ثم قال يسوع: ألا تعلمون أن الله في زمن مسخ ناسا كثيرين في مصر حيوانات مخوفة، لأنهم ضحكوا واستهزأوا بالآخرين؟ احذروا أن تضحكوا من أحد، لأنكم بكاء تبكون بسببه!
أجاب التلاميذ " إننا نضحك من حماقة الشيخ "!
فأجاب حينئذ يسوع " الحق أقول لكم كل نظير يحب نظيره، فيجد في ذلك مسرة، ولذلك لو لم تكونوا أغبياء، لما ضحكتم من الغباوة " أجابوا " ليرحمنا الله "، قال يسوع " ليكن كذلك "!
حينئذ قال فيليبس: يا معلم! كيف حدث أن أبا إبراهيم أحب أن يحرق ابنه؟
أجاب يسوع، لما بلغ إبراهيم اثنتي عشرة سنة من العمر، قال له أبوه يوما " غدا عيد كل الآلهة، فلذلك سنذهب إلى الهيكل الكبير، ونحمل هدية لإلهي بعل العظيم، وأنت تنتخب لنفسك إلها، لأنك بلغت سنا يحق لك معه اتخاذ إله "، فأجاب إبراهيم بمكر " سمعا وطاعة يا أبي "، فبكرا في الصباح إلى الهيكل قبل كل أحد، ولكن إبراهيم كان يحمل تحت صدرته فأسا مستورة، فلما دخل الهيكل، وزاد الجمع، خبأ إبراهيم نفسه وراء صنم في ناحية مظلمة في الهيكل، فلما انصرف أبوه، سبقه إلى البيت، ولذلك لم يمكث ليفتش عليه!
" ولما انصرف كل أحد من الهيكل، أقفل الكهنة الهيكل وانصرفوا، فأخذ إبراهيم إذ ذاك الفأس وقطع قوائم جميع الأصنام إلا الإله الكبير بعلا، فوضع الفأس عند قوائمه بين جذاذ التماثيل التي تساقط قطعا، لأنها
(٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 ... » »»