الثقافة الروحية في إنجيل برنابا - محمود علي قراعة - الصفحة ٣٤
عبدي موسى، ويتبعون تقاليد شيوخهم "، الحق أقول لكم إن أكل الخبز بأيد غير نظيفة، لا ينجس إنسانا، لأن ما يدخل الإنسان، لا ينجس الإنسان، بل الذي يخرج من الإنسان، ينجس الإنسان "!
فقال حينئذ أحد الكتبة " إن أكلت لحم الخنزير أو لحوما أخرى نجسة، فلا تنجس هذه ضميري "؟ أجاب يسوع " إن العصيان لا يدخل الإنسان، بل يخرج من الإنسان من قلبه، ولذلك يكون نجسا متى أكل طعاما محرما "!
حينئذ قال أحد الفقهاء " يا معلم لقد تكلمت كثيرا في عبادة الأصنام، كأن عند شعب إسرائيل أصناما، فقد أسأت إلينا "، أجاب يسوع ".. أعلم جيدا لأنه لا يوجد اليوم تماثيل من خشب في إسرائيل، ولكن توجد تماثيل من جسد "، فأجاب حينئذ جمع الكتبة بحنق " أنحن إذا عبده أصنام "؟، أجاب يسوع " الحق أقول لكم، لا تقول الشريعة اعبد بل أحب الرب إلهك بكل نفسك وبكل قلبك وبكل عقلك "، ثم قال يسوع أصحيح هذا؟ فأجاب كل واحد " إنه لصحيح ".
ثم قال يسوع " حقا إن كل ما يحبه الإنسان، ويترك لأجله كل شئ سواه، فهو إلهه، وهكذا فإن صنم الزاني هو الزانية، وصنم النهم والسكير جسده، وصنم الطماع الفضة والذهب، وقس عليه كل خاطئ آخر ".
فقال حينئذ الذي دعاه " يا معلم ما هي أعظم خطيئة "؟ أجاب يسوع " أي الخراب أعظم في البيت "؟ فسكت كل أحد، ثم أشار يسوع بإصبعه إلى الأساس، وقال " إذا تزعزع الأساس، سقط البيت خرابا، فيلزم إذ ذاك أن يبنى جديدا، ولكن إذا تداعى أي جزء سواه، يمكن ترميمه، ولذلك أقول لكم إن عبادة الأصنام هي أعظم خطيئة، لأنها تجرد الإنسان بالمرة من الإيمان، فتجرده من الله، بحيث لا تكون له محبة روحية، ولكن كل خطيئة أخرى تترك للإنسان أمل نيل الرحمة، ولذلك أقول أن عبادة الأصنام أعظم خطيئة ".
فوقف الجميع مبهوتين من حديث يسوع " لأنهم علموا أنه لا يمكن الرد
(٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 ... » »»