الحقائق الإسلامية في الرد على المزاعم الوهابية - حاج مالك بن الشيخ داود - الصفحة ١٣
فالدعوة الوهابية معروفة بهذه الصفات ومقترنة لها منذ فجر ميلادها إلى يومنا هذا والتاريخ خير شاهد على صحة ما قلناه.
ونحن لو نظرنا إلى أحوالنا فيما قبل السبعينات أي قبل انتشار هذه الدعوة في ربوع بلادنا ثم نظرنا إلى ما هي نحن عليه الآن من التباغض والتخالف والتقاطع من جراء هذه الدعوة، لوجدنا العلماء صادقين في هذه التسمية. ويخشى لو استمر هذا الوضع - لا قدر الله - أن تندلع حروب أهلية ومشاجرات دينية لا سبيل إلى التخلص منها.
وأقول فإن الدعوة الوهابية مهما بلغت من خطورة في عهد زعمائها الأولين فإنها اليوم - والحق أقول - قد تطورت وبلغت منتهى الخطورة في عهد أتباعهم المعاصرين. و خاصة أولئك الذين نعيش معهم في الزمان والمكان نسمع ونرى ما يقولون وما يفعلون. و إنا لواثقون من أنه لو قدر للشيخ ابن عبد الوهاب أن يعود إلى الدنيا ويشاهد هذه الكيفية التي عليها بعض أتباعه اليوم، لتبرأ منهم كما يتبرأ المصلح من المفسد. ذلك لأنهم اتخذوا هذه الدعوة كسلاح لمحاربة المسلمين ووسيلة إلى قطع الأرحام والتفريق بين الأمة هذا ولم تزل الدعوة الوهابية مقترنة بخصوماتها ونزاعاتها تقتفز من أرض لأخرى حتى وصلت إلى جمهوريتنا " مالي " فتسابق إليها التجار والرعاة الذين رفعوها فوق مستواها وغروا بها الشبان والصبيان وبذلوا بكل ما لديهم من حول وقوة وظهروا على القضاء بما كان عليه السلف الصالح وعلى إنكار أولياء الله تعالى والسادة الصوفية، و رموهم بما لا يليق للأراذل فضلا عن الفحول الكمل افتراء على الله وأساءوا بهم الأدب و نصبوا مشايخ التربية أصناما وتلامذتهم عبادا وذكروا فيهم ما أنزه قلمي عن كتابته و كفى بذلك ظلما وزورا، ولم يعلموا أن لحوم أهل الله مسمومة وأكل السم سريع العطب وجاء في الحديث القدسي: (من عادى لي أو آذى لي وليا فقد آذنته بالحرب) رواه البخاري وفي الحديث النبوي: (إن الله شرف الكعبة وعظمها ولو أن عبدا هدمها حجرا حجرا ثم أحرقها ما بلغ جرم من استخف بولي من أولياء الله تعالى) وعن السؤال متى دخلت الحركة الوهابية إلى جمهورية " مالي "؟ ومن أدخلها؟ و كيف انتشرت في مدنها وقراها؟
(١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 ... » »»