الحقائق الإسلامية في الرد على المزاعم الوهابية - حاج مالك بن الشيخ داود - الصفحة ٩
الإسلام وأهدافه في توحيد الأمة الإسلام هو الدين الحنيف الآمر بالتآخي والتآلف، والناهي عن التقاطع و التخالف، ويهدف هذا الدين القويم من خلال أوامره الربانية وتوجيهاته النبوية إلى خلق جو يسوده التفاهم والتحابب بين أفراد المسلمين وجماعاتهم وينادي بأعلى صوته إلى الاعتصام بحبل الله وإلى إصلاح الأخوة الإسلامية ورعاية حقوق الجوار في جميع المستويات. ويحرص هذا الدين كل الحرص على التماسك والتحابب بقدر ما يكره التباغض والتخالف. قال الله تعالى: (... ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم... * الأنفال : 46) وقال أيضا: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا * آل عمران: 103) ويقول الرسول صلوات الله وسلامه عليه: (لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكنوا عباد الله إخوانا) رواه أنس وقال عليه السلام: (المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا) رواه البخاري ومسلم وقال أيضا: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) رواه البخاري ومسلم والإسلام أحرص شئ على التوافق والتعاون بين أبنائه ويظهر ذلك جليا في كل توجيهاته، وتعليماته، وخاصة في قواعده الخمس التي هي: الشهادتان، والصلاة، و الزكاة، والصوم، والحج. فالشهادتان تشكلان المورد الإلهي العذب، الذي ترده القلوب و الألسنة بين حين وآخر، فترتوي من ماء التوحيد الذي هو السبب الإيجابي للحياة الأبدية والسعادة السرمدية والشهادتان - بالمعنى الصحيح - تعبران عن لفظ التوحيد ومعنييه الحقيقيين و هما أساس القواعد الخمس التي بنى عليها الإسلام.
والصلاة هي اجتماع مفروض بين المسلمين يوميا ليقوموا إلى عملية العبادة بحركات متحدة من قيام، وركوع، وسجود، وجلوس، وسلام. ويتكرر هذا الاجتماع خمس مرات في اليوم، فيترتب منه التعارف بين المسلمين والتآلف والتعاون في كل المجالات.
(٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 ... » »»