أشد الجهاد - الشيخ داود الموسوى البغدادى - الصفحة ٣
أولئك آبائي فجئني بمثلهم * إذا جمعتنا يا جرير المجامع قال علامة البشر شهاب الدين أحمد بن حجر في كتابه الخيرات الحسان في مناقب أبي حنيفة النعمان في أول خطبته الحمد لله الذي اختص العلماء بوراثة الأنبياء والتخلق بأخلاقهم وجعلهم القدوة للكافة في معاشهم ومعادهم وميز المجتهدين منهم بقيامهم بمصالحهم وإيضاح الخق لهم في مصادرهم ومواردهم وباضطرار الخلق إليهم في قوام ما به حياة أرواحهم وأبدانهم فهم الملوك لا بل الملوك تحت أقدامهم وفي أسرارهم وأقلامهم وهم النجوم لا بل النجوم تستمد من أنوارهم وهم الشموس لا بل الشموس تستضيئ من أضوائهم وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أترقى بها في كمالات معارفهم وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله المذيع لمعالي مناقبهم وكمالهم والمفيض عليهم من سوابق التوفيق لاقتفاء آثاره في سائر أحوالهم ما سبقوا به من سواهم إلى الخلافة الكبرى عنه في الهداية والإمداد للخلق ببواطنهم وظواهرهم إلى أن قال والأولى أن يختار من الأئمة الأربعة من ظن أنه أفضل الأربعة وأعلمهم ثم كل من أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد رضي الله عنهم احتاز بإقليم لا يعرف فيه غير أتباعه أو يكون أتباعه أكثر كإقليم الحجاز واليمن ومصر والشام وحلب وعراق العرب والعجم بالنسبة للشافعي رضي الله عنه وكالغرب على سعته بالنسبة لمالك رضي الله عنه وكالروم والهند وما وراء النهر بالنسبة لأبي حنيفة رضي الله عنه ومن ثم قال المصنف يعني صاحب كتاب عين العلم وورد من طريق أبو حنيفة سراج أمتي وأن فضله وما اشتهر عنه من العبادة والورع والزهد والسخاء ودقة النظر وحدة الفكر يغني عن أن يستدل لفضله بما أطبق المحدثون على وصفه وسمع الباري في المنام يقول أنا عند علم أبي حيفة أي بالحفظ والقبول والرضى وإنزال البركة فيه وفي الآخذين به وسلم المخالفون له سبعة أقسام في الفقه وهو المشارك لهم في الباقي ومن ثم قال الشافعي رضي الله عنه الناس في الفقه عيال على أبي حنيفة وأصحابه وقال أيضا من أراد أن يعرف الفقه فليلزم أبا حنيفة وأصحابه وقال أيضا قلت لمالك أرأيت أبا حنيفة فقال رأيت رجلا لو كلمك في السارية أن يجعلها من ذهب لقام بحجته وقال النضر بن شميل كان الناس نياما عن الفقه حتى أيقظهم أبو حنيفة
(٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 ... » »»