أشد الجهاد - الشيخ داود الموسوى البغدادى - الصفحة ٩
أحد يحفظ ألف ألف حديث وقال الربيع كنب إليه الشافعي من مصر فلما قرأ الكتاب بكى فسألته عن ذلك فقال يذكر أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم وقال اكتب إلى أبي عبد الله أحمد بن حنبل واقرأ عليه مني السلام وقل له إنك ممتحن على القول بخلق القرآن فلا تجبهم نرفع لك علما إلى يوم القيامة قال الربيع له البشارة فخلع قميصه وأخذت جوابه فلما قدمت إلى الشافعي وأخبرته بالقميص قال لا نفجعك به ولكن بله وادفع إلي مائة حتى أكون شريكك فيه وحرز من حضر جنازته من الرجال فكانوا ثمانمائة ألف ومن النساء ستين ألفا وأسلم يوم موته عشرون ألفا من اليهود والنصارى والمجوس وحكى عن إبراهيم الحربي قال رأيت بشر الحافي في النوم كأنه خارج من مسجد الرصافة وفي كمه شئ يتحرك فقلت ما هذا فقال نثر علينا لقدوم روح أحمد بن حنبل الدر والياقوت فهذا ما التقطته انتهى ما ذكره بن الأهدل قال في الشذرات وقد جمع بن الجوزي أخباره وكذلك البيهقي وشيخ الإسلام الهروي مات سنة إحدى وأربعين ومأتين وهذه المناقب التي ذكرناها وشهادة السلف الصالح من التابعين وتابع التابعين لهم هي قطرة من بحر وشذرة من قلادة نحر هي السبب الأقوى في اتباع هؤلاء الأربعة دون غيرهم مع ثناء النبي صلى الله عليه وسلم عليهم بطريق الضمن بقوله خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم وفي رواية ثم الذين يلونهم وكل من هؤلاء واقع في هذه القرون الخير الشاهد لها خير البرية فمن يترك هؤلاء الأكابر الداخلين في قوله تعالى ومن تبعهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه ويتبع واحدا في أرذل القرون الذي هو إلى الجهل والرداءة أقرب ويترك الذين شهد لهم المعصوم ومن بعده من السلف المحفوظين ثم من من هؤلاء المدعين مثل أبي حنيفة في كونه واردة فيه أحاديث من سيد المرسلين ورأى بعض الصحابة وقد قال صلى الله عليه وسلم طوبى لمن رآني أو رأى من رآني أو رأى من رأى من رآني كما في الحديث الصحيح ومن يقول له الله تعالى قد غفرت لك ولمن تبعك إلى يوم القيامة ومن يأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بإظهار مذهبه وهداية الناس به فكيف يقدم عاقل على ترك هذا وتقديم من هو في زمان الجهل والفساد والجدال والعناد وكذلك
(٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 ... » »»