تطهير الفؤاد - الشيخ محمد بخيت الحنفي - الصفحة ٧
من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ويليهم في ذلك الأصحاب لأنهم أخذوا عنهم ذلك مباشرة فكل ما بينوه حق يتبع فهم أيضا محفوظون عما ذكر لا يخالف أحدهم الآخر لتعصب أو لهوى أو غرض في النفس وإنما أقوالهم واجتهادهم بساط الشارع الذي بسطه لخلقه فضلا منه ورحمة محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا والحق واحد والكل مأجور ويلي الأصحاب فيما ذكر التابعون الذين أخذوا عنهم ويلي التابعين تابعوا التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين فمن كان من العلماء في العصور السالفة أو في هذا العصر متمسكا بما جاء به النبي وأصحابه والسلف الصالح عليهم الصلاة والسلام في أقواله وأفعاله بدون أن يخالفهم في شئ من أصول الدين اعتقادا وعملا فطنا ذكيا واقفا عند حدود الشرع لا يخاف في الله لومة لائم لا تزحزحه عن الحق عواصف الأغراض والأهواء بدون أن يبدي على ذلك أدنى ملاحظة واعتراض غير مسترسل مع عقله مستعملا له في فهم ما ورد واقفا عنده لا يخرج عن مذاهب الأئمة المجتهدين رضوان الله عليهم أجمعين علمنا أن هذا العالم هو الموفق الذي تقبل أقواله ويقتدى به فيها وفي أفعاله لأنه علم واستعمل الدواء النافع الذي وضعه الله للنفوس لتحفظ به عن الخطأ في إدراكها للحقائق ووقوفها مع الحق فامتثل الأمر واجتنب النهي وحفظ نفسه أو شفاها من الأسقام والعلل العائقة لها عن الادراك فلم يخرج عن قواعد الشرع في عقائده وأقواله وأعماله فلا يدرك إلا حقا ولا يقول إلا صدقا ولا يفعل إلا صوابا والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم أولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ومن كان من العلماء في أي عصر كان غير متمسك بما جاء به النبي وأصحابه مخالفا لشئ من ذلك في أقواله وأفعاله واعتقاده غير واقف عند حدود الشرع
(٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 ... » »»