تطهير الفؤاد - الشيخ محمد بخيت الحنفي - الصفحة ١٠
عربي وابن سبعين وأمثال هؤلاء تكلموا في التصوف والحقيقة على قاعدة الفلاسفة لا على أصول المسلمين ولقد خرجوا بذلك إلى الالحاد كإلحاد الشيعة والإسماعيلية والقرامطة والباطنية بخلاف عباد أهل السنة والحديث ومتصوفتهم كالفضيل وسائر رجال الرسالة وهؤلاء أعظم الناس إنكار الطرق من هو خير من الفلاسفة كالمعتزلة والكرامية فكيف بالفلاسفة وأهل التصوف ثلاثة أصناف قوم على مذهب أهل الحديث والسنة كهؤلاء المذكورين وقوم على طريقة بعض أهل الكلام من الكرامية وغيرهم وقوم خرجوا إلى طريق الفلسفة مثل مسلك من سلك رسائل إخوان الصفا وقطعة توجد في كلام أبي حيان التوحيدي وأما ابن عربي وابن سبعين ونحوهما فجاؤوا بقطع فلسفية غيروا عباراتها وأخرجوها في قالب التصوف وابن سينا تكلم في آخر الإشارات على مقام العارفين بحسب ما يليق بحاله وكذا معظم من لم يعرف الحقائق الإيمانية والغزالي ذكر شيئا من ذلك في بعض كتبه لا سيما في الكتاب المضنون به على غير أهله ومشكاة الأنوار وغير ذلك حتى ادعى صاحبه أبو بكر بن العربي فقال شيخنا دخل في نظر الفلاسفة وأراد أن يخرج منهم فما قدر لكن أبو حامد يكفر الفلاسفة في غير موضع وبين فساد طريقتهم وأنها لا تحصل المقصود واشتغل في آخر عمره بالبخاري ومات على ذلك وقيل إنه رجع عن تلك الكتب ومنهم من يقول إنها مكذوبة عليه وكثر كلام الناس فيه لأجلها كالمازري والطرطوشي وابن الجوزي وابن عقيل وغيرهم ا ه‍ حاصل كلام ابن تيمية وهو يناسب ما كان عليه من سوء الاعتقاد حتى في أكابر الصحابة ومن بعدهم إلى أهل عصره وربما أداه اعتقاده ذلك إلى تبديع كثير منهم ومن جملة من تتبعه الولي القطب العارف أبو الحسن الشاذلي نفعنا الله بعلومه ومعارفه في حزبه الكبير وحزب البحر وقطعة من كلامه كما تتبع ابن عربي وابن الفارض وابن سبعين وتتبع أيضا الحلاج الحسين بن منصور ولا زال يتتبع
(١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»