تطهير الفؤاد - الشيخ محمد بخيت الحنفي - الصفحة ٨
مائلا مع الأهواء والأغراض أينما مالت متعصبا مسترسلا مع عقله معترضا بمقدماته العقلية على دقائق الشرع وحكمه التي خفيت عليه خارجا عن مذاهب أئمة الهدى علمنا أن هذا العالم من علماء السوء الذين ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم فهم مخذولون مطرودون عن الحق بعيدون عن الصدق والصواب مستدرجون من حيث لا يعلمون أولئك أعداء الأنبياء الداخلون في قوله تعالى وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا أولئك حزب الشيطان فهؤلاء قل أن يوفق منهم أحد للصواب وموافقة الواقع وإن كانت أقوالهم مزخرفة الظاهر لكنها فاسدة في الباطن تتراكم على ضعفاء العقول تراكم الثلوج فإذا سطعت عليها شموس البراهين الحقة ذابت وتلاشت والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك طبع الله على قلوبهم والله يقول الحق وهو يهدي السبيل فالفارق بين من تقبل أقواله من العلماء ويقتدى به وبين من لا تقبل أقواله ولا يتقدى به هو ما ذكرنا فمن كان من الفريق الأول كان قوله مقبولا وبيانه معقولا موفقا للصواب لا يخرج في اعتقاده أو قوله أو فعله عن حدود الشرع ومن كان من الفريق الثاني وجب نبذ أقواله ظهريا لأنه بعصيانه وعدم امتثاله الأوامر واجتنابه النواهي لم يستعمل الدواء الذي به يحفظ نفسه أو يشفيها من الأسقام الحائلة بينها وبين الحق والصواب فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون وتلك حجتنا ومن الفريق الثاني الذي طمس الله على قلبه وطبع عليه أهل البدع في العقائد والأعمال الذين خالفوا الكتاب والسنة والإجماع فضلوا وأضلوا كثيرا قاتلهم الله أنى يؤفكون ومأواهم جهنم وساءت مصيرا وقد ابتلى المسلمون بكثير من هذا الفريق سلفا وخلفا فكانوا وصمة وثلمة في المسلمين وعضوا
(٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 ... » »»