تطهير الفؤاد - الشيخ محمد بخيت الحنفي - الصفحة ١٣
سيما ومن نسب إليه ذلك من أئمة الإسلام المتفق على جلالته وإمامته وديانته وأنه الثقة العدل المرتضى المحقق المدقق فلا يقول شيئا إلا عن تثبت وتحقق ومزيد احتياط وتحر سيما إن نسب إلى مسلم ما يقتضي كفره وردته وضلاله وإهدار دمه فإن صح عنه مكفر ومبدع يعامله الله بعدله وإلا يغفر الله لنا وله ا ه‍ كلام ابن حجر * ولما أن تظاهر قوم في هذا العصر بتقليد ابن تيمية في عقائده الكاسدة وتعضيد أقواله الفاسدة وبثها بين العامة والخاصة واستعانوا على ذلك بطبع كتابه المسمى بالواسطة ونشره وقد اشتمل هذا الكتاب على كثير مما ابتدعه ابن تيمية مخالفا في ذلك الكتاب والسنة وجماعة المسلمين فأيقظوا فتنة كانت نائمة فقياما بما يجب علينا كنا عزمنا على جمع مؤلف في الرد على ذلك الكتاب حتى لا يقع المسلمين بواسطة ابن تيمية ومن هم على شاكلته في مهواة الضلال والهلاك الأبدية غير أنا وجدنا كتاب الإمام الجليل والمجتهد الكبير تقي الدين أبي الحسن السبكي المسمى (بشفاء السقام في زيارة خير الأنام) أو شن الغارة على من أنكر فضل الزيارة وافيا بالغرض المقصود آتيا على ما قاله ابن تيمية في ذلك الكتاب وغيره مفوضا لبنيانه مزعزعا لأركانه ماحيا لآثاره ماحقا لأباطيله مظهرا لفساده مبينا لعناده فاكتفينا بطبعه ونشره بين المسلمين ليطلعوا عليه ويعلموا سوء المقاصد وباطل العقائد فيسلكوا سبيل الرشاد والسداد ويعرضوا عن طرق الغي والعناد ويضربوا بما قاله ابن تيمية وأمثاله عرض الحائط والله من ورائهم محيط وقد ألحقنا بكتاب السبكي رسالة للعلامة الحموي وأخرى للعلامة السجاعي وفتوى للعلامة الشوبري وجميعها تتضمن الرد على أمثال ابن تيمية ممن أنكروا الوسائط مع أنها ليست إلا أسبابا ارتبط بها مسبباتها بحكم سنة الله في خلقه والتأثير والخلق والإيجاد لله وحده ألا له الخلق والأمر وقد تقرر عقلا ونقلا أن توقف الممكنات بعضها على بعض لنقص في الممكنات لا لعجز في الفاعل جل شأنه وهذا مما كاد
(١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 ... » »»