رد الحموي على الوهابية - السيد أحمد الحموي - الصفحة ٩
من العوام فضلا عن غيرهم فصرف الكلام إليه ومنعه من باب التلبيس في الدين والتشويش على عوام الموحدين فلا يظن بمسلم بل ولا يعاقل توهم ذلك فضلا عن اعتقاده (1) وكيف يحكم بالكفر على من اعتقد ثبوت التصرف لهم في حياتهم وبعد مماتهم حيث كان مرجع ذلك إلى قدرة الله تعالى خلقا وإيجادا كيف وكتب جمهور المسلمين طافحة به وأنه جائز وواقع لا مرية فيه بوجه البتة حتى كاد أن يلحق بالضروريات بل بالبديهيات وذلك لأن كرامة جميع أولياء هذه الأمة في حياتهم وبعد مماتهم تصرفا أو غيره من جملة معجزات النبي صلى الله عليه وسلم الدالة على صدق نبوته وعموم رسالته الباقية بعد موته التي لا ينقطع دوامها ولا تجددها بتجدد الكرامات في كل عصر من الأعصار إلى يوم القيامة * ثم المنكر للكرامات بعد الموت والتصرف حال الحياة وبعد الموت إما أن يصدق بكرامة الأولياء أو يكذب بها فإن كان ممن يكذب بها فقد سقط البحث معه فإنه يكذب ما أثبتته السنة بالدلائل الواضحة وإن كان ممن يصدق بها فالكرامة بعد الموت والتصف؟
في حال الحياة وبعد الممات من جملة الكرامات قال العلامة ابن حجر ليس العجب من إنكار المعتزلة للكرامات فإنهم خاضوا فيما هو أقبح من ذلك وأنكروا النصوص المتواترة المعنى عن النبي صلى الله عليه وسلم (2) كسؤال الملكين وعذاب القبر

(1) في كتاب الفتح المبين في مقامات الصديقين لابن المعيزبي أن الشيخ الجليل العارف بالله نجم الدين الإصبهاني خرج مع جنازة بعض الصالحين فلما جلس بعض الناس من أهل العلم يلقن الميت ضحك الشيخ نجم الدين ولم يكن الضحك عادته فسئل عن ذلك فقال سمعت صاحب القبر يقول ألا تعجبون من ميت يلقن حيا ا ه‍ منه رحمه الله تعالى (2) واعلم أن ملك الموت ومنكرا ونكيرا وغيرهم ومنازل الآخرة مما يتضمنه الأحاديث من أمور الآخرة متشابهات وصفا لا طريق لأحد في درك شئ من أوصافها بالعقل لأن كل ما يثبته العقل في حق وصفها مخالف للنص قال القاضي أبو زيد رحمه الله في أصول الفقه المتشابه هو الذي تشابه معناه على السامع حيث خالف موجب النص موجب العقل قطعا لا يحتمل التبدل فتشابه المراد بحكم المعارضة بحيث لم يحتمل زواله بالبيان لأنه لا بيان له على أنه لو فرض بيانه عقلا لعارضه الدليل الخارجي وقال أبو زيد وحكم المتشابه التوقف أبدا عن اعتقاد الحقيقة للمراد به فيكون العبد به مبتلى بنفس الاعتقاد لا غير ا ه‍ ملخصا من شرح الفقه الأكبر للأكمل رحمه الله ا ه‍ منه رحمه الله تعالى
(٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 » »»