رد الحموي على الوهابية - السيد أحمد الحموي - الصفحة ٢
آله وأصحابه ذوي النفوس القدسية والأخلاق الأنسية ما سطعت أنواع الكرامات لأوليائه بعد الممات (وبعد) فقد جرى في المجلس العالي مجمع المفاخر والمعالي مجلس سيد الوزراء وأعظم الكبراء كافل الديار المصرية والأقطار اليوسفية الوزير عبد الرحمن باشا بلغه الله من الخيرات ماشا الكلام على كرامات الأولياء وأنها هل تنقطع بالموت وأن الأولياء هل لهم تصرف في الحياة وبعد الممات في البرزخ وأن من اعتقد ظهور الكرامة لهم (1) بعد الموت أو التصرف حال الحياة وبعد الموت هل يكفر وطلب مني حفظه الله بعد

(١) والكرامة أمر خارق للعادة على يد ولي غير مقارن لدعوى النبوة وفيها تثبيت له ولهذا ربما وجدها أهل البدايات في بداياتهم وفقدها أهل النهاية في نهاياتهم لأن ما هم عليه من الرسوخ والتمكن لا يحتاجون معه إلى تثبيت ولذلك قل ظهورها على يد السلف الصالح من الصحابة والتابعين * واعلم أن الأمر الخارق للعادة بالنسبة إلى النبي معجزة سواء ظهر من قبله أم من قبل آحاد أمته وبالنسبة إلى الولي كرامة لخلوه عن دعوى نبوة من ظهر ذلك من قبله وبالنسبة إلى غيرهما خذلان واستدراج والنبي لا بد من علمه بأنه نبي ومن قصده إظهار الخوارق ومن حكمه قطعا بموجب المعجزات بخلاف الولي وصاحب الكرامة لا يستأنس بها بل يشتد خوفه مخافة أن يكون ذلك استدراجا والمستدرج يستأنس بما ظهر عليه وعند ذلك يستحقر غيره وينكر عليه ويحصل له الأمن من مكر الله وعقابه فإذا ظهر شئ من هذه الأحوال على من ظهر عليه ذلك دل على أنه استدراج لا كرامة ولذلك قال المحققون أكثر ما اتفق من الانقطاع عن حضرة الرب إنما وقع في مقام الكرامات ولذلك يخافون كما يخافون من أشد البلاء ا ه‍ كذا في شرح المنفرجة للعلامة زكريا الأنصاري انتهى منه
(٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 » »»