رد الحموي على الوهابية - السيد أحمد الحموي - الصفحة ٨
يا قائم الليل طويل القيام كثير التهجد كثير الصيام أباحك السيد دار السلام ولما وضع في قبره سمع هاتف يقول فروح وريحان وجنة نعيم انتهى هذا ما يتعلق بعدم انقطاع الكرامات بالموت وأما ما يتعلق بالتصرف فاعلم أن تصرف الأولياء حال حياتهم (1) من جملة كراماتهم وهو كثير في كل زمان لا شك فيه ولا ينكره إلا معاند قال التاج السبكي بعد أن ذكر (2) أن من أنواع الكرامة مقام التصريف حكى أن بعضهم كان يبيع المطر وأما بعد مماتهم فقد تقدم أن كراماتهم لا تنقطع بعد الموت ثم إن تصرف الأولياء في حياتهم وبعد مماتهم إنما هو بإذن الله تعالى وإرادته لا شريك له في ذلك خلقا وإيجادا أكرمهم الله تعالى به وأجراه على أيديهم وألسنتهم خرقا للعادة تارة بالإلهام وتارة بمنام وتارة بدعائهم وتارة بفعلهم واختيارهم وتارة بغير اختيار ولا قصد ولا شعور منهم بل قد يحصل من الصبي المميز وتارة بالتوسل إلى الله بهم في حياتهم وبعد مماتهم مما هو محكى في القدرة الإلهية ولا يقصد الناس بسؤالهم ذلك قبل الموت وبعده نسبتهم إلى الخلق والإيجاد والاستقلال بالأفعال فإن هذا لا يقصده مسلم بل ولا يخطر ببال أحد

(1) قال شيخنا حسن رحمه الله إن تصرف الولي هو إذا أراد حاجة يسأل الله قضاءها فيقضيها الله وهذا مستحسن انتهى (2) ذكر الإمام أبو القاسم القشيري أنه الكراهة لا بد أن يكون فضلا ناقضا للعادة في أيام التكليف ظاهرا على موصوف بالولاية في معنى تصديقه قلت تقييده بأيام التكليف فيه نظر فقد صرح الإمام اليافعي في روض الرياحين بوقوع كرامات من لم يبلغوا سن التمييز فضلا عن التكليف ثم قال في آخر كلامه ومنهم الكبار والصغار والعبيد وأحسن ما يجاب به عن القشيري هو إما أن يكون تصريحه بذلك جريا على الغالب واختيارا لنفسه لأن له بعض اختيارات تخالف مذهب المجهور كاختياره عدم حصول ولد إلا من أبوين وقلب جماد بهيمة انتهى منه رحمه الله تعالى
(٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 » »»