أبناء الرسول في كربلاء - خالد محمد خالد - الصفحة ١٢٩
وكان أولهم انطلاقا (علي بن الحسين)..
فتى لم يجاوز التاسعة عشرة من عمره!!
انظروا!!
ها هوذا - في نضرة شبابه.. وريعان إهابه.. في روعة بأسه وشرف نفسه.. يتوسط حراب الأعداء وسيوفهم، وهو ينشد:
أنا علي بن الحسين بن علي نحن ورب البيت، أولى بالنبي تالله، لا يحكم فينا ابن الدعي تماما، كما كان يصنع من قبل جده (الإمام علي) حين كان يقتحم المعارك في عنفوانه اللجب، وهو يزأر:
(أنا الذي سمتني أمي حيدره كليث غابات، كريه المنظرة أوفيهموا بالصاع كيل السندرة هاهوذا، ابن التاسعة عشرة، يعيد إلى الحياة مرة أخرى بطولات جده العظيم.
ذرية بعضها من بعض!!
ويمضي، يضرب ويضرب.. حتى تصيبه طعنة رمح، فيقع على الأرض، وقبل أن يتحامل على جراحه لينهض من جديد كانت عشرات السيوف الباغية قد مزقت جسده الغض الشريف!!
ويراه الحسين.. مجد الله الحسين - فيسرع نحوه.. ويسرع معه شباب بني هاشم..!!
وفي رباطة جأش تذهل كل حي، حمل البطل ابنه الحبيب، ثم سجاه على ذراعي واحد من بني عمومته، وأمره أن يذهب به إلى فسطاطه.
(١٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 ... » »»
الفهرست