أبناء الرسول في كربلاء - خالد محمد خالد - الصفحة ١٣٤
ثم يصرخ في الرماة متوعدا إياهم المصير، عندما يرجعون لابن زياد، ويهتاج كالمسعور طالبا رأس البطل..
ويتقدم من (الحسين) واحد فيضربه بسيفه الأثيم على معصم يسراه، فتطير كفه، ثم يتقدم ثان فيضربه بسيفه الظلوم على عاتقه، فيقع على الأرض.. ويحسبون أنه انتهى، فينصرفون عنه، لكنهم يفاجأون به ينهض من جديد متوكئا على سيفه، فيسارع إليه آخرون موجهين إليه الضربة الأخيرة..!!
ويتقدم شمر بن ذي الجوشن، رجس البشرية كلها، فيجتز رأس البطل.. ثم يحتفظ به ليحمله هدية إلى ابن زياد، ويزيد..
تماما، كما قدم من قبل رأس (يحيى بن زكريا) عليه السلام، هدية لبغي من بغايا بني إسرائيل..!!!
* * * كان النهار قد لفظ آخر أنفاسه..
ومالت الشمس للغروب، مخلفة وراءها شفقا عجيبا في حمرته الزاهية، ووهجه المتألق..!!
ولقد امتد على طول الأفق، وكأنه بساط وضع ومهد لتعرج عليه إلى جنان الله أرواح الشهداء..!!
وعلى غير عادة الطقس والمناخ في ذلك الحين وفي تلك الأرض، دوت طلقات قوية صادعة كأصوات الرعود.
ولقد حسبها المجرمون نذيرا لهم.. ولكن لا، فهم أهون على الله من ذلك..
(١٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 129 130 131 132 133 134 135 137 139 140 141 ... » »»
الفهرست