من عنده علم الكتاب ؟ - الشيخ جلال الصغير - الصفحة ١٢
ولم تقف في قبالها كل إجراءات القمع الأمني والإرهاب السياسي والحرمان الاقتصادي والعزلة الفكرية وغيرها، بالرغم من كل ما تميزت به هذه الإجراءات والتدابير من قسوة وشراسة لم نعهد أي تيار فكري أخر أن تعرض لها، وهي على الرغم من كل ذلك لم تنحن، ولن تصخ سمعا لهذه الضغوط، وليس هذا فحسب، وإنما راح الوجدان الشيعي المتوقد يعطي لإرادة السائرين كل الزخم الذي يحتاجون إليه، بشكل حول التشيع أخيرا إلى الهاجس المرعب الذي تخشاه كل التيارات الطاغوتية حاكمة كانت أم محكومة، علمانية كانت أم دينية، إسلامية (1) أم مسيحية أو يهودية أو بوذية. وبصورة أضحى الفكر الشيعي منارا لكل دعاة التحرر من القهر والاستعباد.
والتساؤل الذي لا بد منه هنا هو: هل هي محض مصادفة أن تقترن إرادة التحريفية الجديدة بعملها الدؤوب من أجل تحطيم تلك الطبيعة المعرفية التي أسست أساس الوجدان الشيعي، وكذا حملتها الشرسة ضد مواقع الإثارة المركزية في البنية الوجدانية (2) مع الرغبة الاستكبارية

(١) أي تتخذ من الإسلام كغطاء رسمي يغطي ظلمها.
(٢) كما نرى في حملتها المنظمة ضد البعد المأساوي في هذه البنية من خلال ما طرحته حول مظلومية السيدة الزهراء (ع) وتكوينها التربوي [أنظر كتاب تأملات إسلامية حول المرأة: ٩] والمسائل المتعلقة بشعارات الحسين (ع)، وكذا ضد الجنبة المناقبية في هذا البناء من خلال ما طرحته حول شخصية الإمام علي [كما نرى ذلك في كتاب في رحاب دعاء كميل] أو في شؤون بيعة الغدير [أنظر كتاب الندوة ١: ٤٢٢ وبضع أشرطة نحتفظ بها.]، وكذا ما طرحته من مسائل عدم ثبات الإمامة والعصمة وتنكرها للولاية التكوينية والشفاعة وشؤون الزيارات والأضرحة [أنظر في ذلك مقالات الأصالة والتجديد في مجلة المنهاج العدد الثاني، ومقال مع الشيخ المفيد في تصحيح الاعتقاد في مجلة الفكر الجديد العدد التاسع، وصورة النبي محمد في القرآن الكريم في مجلة الثقافية الإسلامية العدد 65، وما نشر في مجلة الموسم في عددها 21، 22، وغير ذلك كثير.] وغير ذلك كثيرا جدا.
(١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 7 8 9 10 11 12 13 14 16 17 18 ... » »»
الفهرست