مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٦٢ - الصفحة ٨٠
فكتب الوليد في ذلك إلى عثمان، فكتب عثمان إلى عبد الله بن مسعود:
إنما أنت خازن لنا، فلا تعرض للوليد في ما أخذ من المال..
فطرح ابن مسعود المفاتيح وقال: كنت أظن أني خازن للمسلمين، فأما إذ كنت خازنا لكم فلا حاجة لي في ذلك. وأقام بالكوفة بعد إلقائه مفاتيح بيت المال (1).
حتى آل الأمر إلى ليالي بني أمية وبني العباس ونظام حكمهم، وعن السيدة عائشة: إن الخلافة سلطان الله يؤتيه البر والفاجر (2).
وروى البخاري، عن أيوب، عن نافع، قال: لما خلع أهل المدينة يزيد بن معاوية جمع ابن عمر حشمه وولده فقال: إني سمعت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة، وإنا قد بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله، وإني لا أعلم غدرا أعظم من أن يبايع رجل على بيع الله ورسوله ثم ينصب له القتال، وإني لا أعلم أحدا منكم خلعه ولا بايع في هذا الأمر إلا كانت الفيصل بيني وبينه (3).
وقد قتل يزيد في العام الأول من خلافته سبط الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)..
وفي العام الثاني استباح المدينة المنورة وأهلها ونساءها..
وفي العام الثالث رجم الكعبة..
بل إنه أمر بأخذ البيعة من أهل المدينة على أنهم خول له يحكم في دمائهم وأموالهم وأهلهم بما شاء، مع إن البخاري روى في صحيحه، عن

(١) أنساب الأشراف ٥ / ٣٠، ولاحظ: العقد الفريد ٢ / ٢٧٢، وغيرها من الأرقام التي سطرتها الكتب والسير من هذا القبيل.
(٢) الدر المنثور ٦ / ١٩.
(٣) صحيح البخاري ٩ / ١٠٣ ح ٥٥ كتاب الفتن ب 21.
(٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 ... » »»
الفهرست