مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٦٢ - الصفحة ٨١
ابن عمر، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال: " السمع والطاعة على المرء المسلم في ما أحب أو كره ما لم يؤمر بمعصية، فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة... " (1).
السادسة: من كل ما سبق يتضح جليا سر تركيز علي (عليه السلام) في عهده الذي تسلم فيه مقاليد الأمور على إصلاح الداخل والبناء الذاتي، إذ كيف يدعو الآخرين من الملل الأخرى إلى الدين، وأبناء الدين الإسلامي أنفسهم لا يعملون به؟! وعطلوه ومحوا رسومه التي كانت على عهد النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)، ومنطق القرآن: * (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون * كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون) * (2)..
و * (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون) * (3)..
وقال تعالى: * (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب * واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون * يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون * واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم) * (4).
وذكر ابن حجر في فتح الباري في شرح كتاب الفتن، الذي صدره

(١) صحيح البخاري ٩ / ١١٣ ح ٨ كتاب الأحكام / باب السمع والطاعة للإمام ما لم تكن معصية / باب ٤.
(٢) سورة الصف ٦١: ٢ و ٣.
(٣) سورة البقرة ٢: ٤٤.
(٤) سورة الأنفال ٨: 25 - 28.
(٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 ... » »»
الفهرست