مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٦١ - الصفحة ١٨١
وعطف البيان (1)، والمراد بإتمامها ما سبق: إنها تكمل دلالته وترفع اشتراكه واحتماله، إلا إن النعت يوصل إلى ذلك التكميل بدلالته على معنى في المنعوت أو في شئ من سببه، أي: في المتعلقات به، والتوكيد وعطف البيان ليسا كذلك (2)، فخرجا حين قلت: (بوسمه أو وسم ما به اعتلق)، فالنعت المكمل متبوعه بوسمه كقولي: امرر بشخص محسن، والمكمل متبوعه بوسم ما به اعتلق كقولي: زر فتى برا بنوه، ف‍ (برا) نعت جار في اللفظ على (فتى) وهو في المعنى ل‍ (بنوه)... وكون النعت موافقا للمنعوت في الإعراب مستغنى عن ذكره بما تقدم في حد التابع من قولي:
التابع: التالي بلا تقيد * في حاصل الإعراب والمجدد " (3) ويلاحظ أن السيوطي قال في تفسير قول ابن مالك (تابع): " أي تال لا يتقدم أصلا " (4)..
ويرد عليه: إن النعت وإن كان تاليا متأخرا عن المنعوت، إلا إن هذا التفسير لا يلائم مراد ابن مالك كما يستفاد من سياق كلامه، بل مراده: إن النعت يتبع المنعوت في الإعراب.
وقد أخذ ابن الناظم (ت 686 ه‍) بمضمون حد والده المتقدم، فقال: " النعت هو: التابع الموضح متبوعه والمخصص له بكونه دالا على

(١) لأن عطف البيان يوضح فهو مكمل لما قبله، والتوكيد يوضح أيضا من حيث إنه يثبت الحقيقة ويرفع المجاز. (حاشية الملوي على شرح المكودي: ١٢٠).
(٢) أما التوكيد، فلأن نفس الشئ هو الشئ لا معنى فيه، وأما البيان، فلأن ثاني الاسمين هو عين الأول، قاله ابن مالك في شرح العمدة. (شرح التصريح على التوضيح - للأزهري - 2 / 108).
(3) شرح الكافية الشافية، ابن مالك، تحقيق عبد المنعم هريدي 3 / 1153 - 1155.
(4) البهجة المرضية، السيوطي، تحقيق مصطفى الدشتي 2 / 53.
(١٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 187 ... » »»
الفهرست