مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٦١ - الصفحة ١٨٠
وفي هذا الحد شئ من الإطالة، رغم ما ذهب إليه بعض النحاة من عده " أحسن تعاريف النعت، باعتبار تعرضه لتفاصيله " (1)، فإن ذكر التفاصيل في الحدود غير محبذ، لأن المطلوب فيها بيان ذاتيات المحدود، وأما التفاصيل فإن بيانها يترك إلى شرح الحد.
وأما ابن مالك (ت 672 ه‍) فقد طرح حدين للنعت:
أولهما: " هو التابع المقصود بالاشتقاق وضعا أو تأويلا " (2).
ومما ذكره السلسيلي في شرحه: " قوله: (التابع) جنس يشمل سائر التوابع، وقوله: (المقصود بالاشتقاق) أخرج بقية التوابع، (وضعا) نحو:
مررت برجل كريم، (أو تأويلا) كذي مال من قولهم: مررت برجل ذي مال... وقوله: (المقصود بالاشتقاق) ولم يقل: المشتق، ليخرج ما غلب من الصفات المشتقة حتى صار التعيين به أكمل من العلم كالصديق والصعق " (3).
وثانيهما: ما ذكره في أرجوزته بقوله:
فالنعت تابع متم ما سبق * بوسمه أو وسم ما به اعتلق وبعبارة أخرى: هو " التابع المكمل متبوعه ببيان صفة من صفاته...
أو من صفات ما تعلق به، وهو سببيه " (4).
وقد شرحه ابن مالك نفسه قائلا: " فقولي: (متم ما سبق) مخرج لعطف النسق والبدل، ويشترك مع النعت في قولي: (متم ما سبق) التوكيد

(١) حاشية الملوي على شرح المكودي: ١١٩.
(٢) تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد، ابن مالك، تحقيق محمد كامل بركات: 167.
(3) شفاء العليل في إيضاح التسهيل، محمد بن عيسى السلسيلي، تحقيق عبد الله البركاتي 2 / 747.
(4) شرح ابن عقيل على الألفية، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد 2 / 191.
(١٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 ... » »»
الفهرست