مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٩ - الصفحة ١٣
متى وجبت لك النبوة؟ قال: قبل أن يخلق الله آدم وينفخ فيه الروح.
وقال: * (وإذ أخذ ربك من بني آدم...) * قالت الملائكة: بلى. فقال: أنا ربكم ومحمد نبيكم وعلي أميركم " (1).
* وعقد الحافظ السيوطي في خصائص النبي صلى الله عليه وآله وسلم بابا عنوانه: " باب خصوصية النبي بكونه أول النبيين في الخلق وتقدم نبوته وأخذ الميثاق " فأورد أحاديث كثيرة جدا، ثم قال:
" فائدة: قال الشيخ تقي الدين السبكي في كتابه التعظيم والمنة في * (لتؤمنن به ولتنصرنه) *: في هذه الآية من التنويه بالنبي صلى الله عليه [وآله] وسلم وتعظيم قدره العلي، ما لا يخفى، وفيه مع ذلك: أنه على تقدير مجيئه في زمانهم يكون مرسلا إليهم، فتكون نبوته ورسالته عامة لجميع الخلق، من زمن آدم إلى يوم القيامة، وتكون الأنبياء وأممهم كلهم من أمته، ويكون قوله: (بعثت إلى الناس كافة)، لا يختص به الناس من زمانه إلى القيامة، بل يتناول من قبلهم أيضا، ويتبين بذلك المعنى قوله صلى الله عليه [وآله] وسلم: (كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد)... ".
(قال): " فعرفنا بالخبر الصحيح حصول ذلك الكمال من قبل خلق آدم لنبينا صلى الله عليه [وآله] وسلم من ربه سبحانه، وأنه أعطاه النبوة من ذلك الوقت، ثم أخذ له المواثيق على الأنبياء، ليعلموا أنه المقدم عليهم، وأنه نبيهم ورسولهم.
وفي أخذ المواثيق - وهي في معنى الاستخلاف، ولذلك دخلت لام القسم في * (لتؤمنن به ولتنصرنه) * - لطيفة أخرى، وهي كأنها أيمان للبيعة

(1) ينابيع المودة: 248 عن المودة في القربى لعلي بن شهاب الدين الهمداني، المتوفى سنة 786.
(١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 ... » »»
الفهرست