مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٩ - الصفحة ٨
تفسير الآية.
ويلزم من استشهاده هذا أن يكون علي أميرا على الأنبياء كلهم، من نوح إلى محمد صلى الله عليه [وآله] وسلم، وهذا كلام المجانين، فإن أولئك ماتوا قبل أن يخلق الله عليا، فكيف يكون أميرا عليهم؟! وغاية ما يمكن: أن يكون أميرا على أهل زمانه، أما الإمارة على من خلق قبله ومن يخلق بعده، فهذا من كذب من لا يعقل ما يقول، ولا يستحي مما يقول. أنظر: منهاج السنة 4 / 578 ".
أقول:
لقد استدل العلامة الحلي - رحمه الله تعالى - بهذه الآية المباركة في كتابيه منهاج الكرامة في معرفة الإمامة ونهج الصدق، وروى في ذيلها في الأول منهما عن كتاب فردوس الأخبار للحافظ الديلمي الحديث التالي:
" عن حذيفة بن اليمان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم: لو يعلم الناس متى سمي علي أمير المؤمنين ما أنكروا فضله: سمي أمير المؤمنين وآدم بين الروح والجسد، قال تعالى: * (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا) * قالت الملائكة: بلى. فقال تبارك وتعالى: أنا ربكم ومحمد نبيكم وعلي أميركم " (1).
و " شيرويه الديلمي " - المتوفى سنة 509 - من كبار الحفاظ المشهورين، وقد تقدم منا قريبا ترجمته عن عدة من المصادر المعتمدة.

(1) أنظر: فردوس الأخبار 3 / 399.
(٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 5 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»
الفهرست