مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٩ - الصفحة ١٤٥
قال: بل فيكم.
قال: فلو أن شهودا شهدوا على فاطمة بنت رسول الله بفاحشة، ما كنت صانعا بها؟!
قال: كنت أقيم عليها الحد كما أقيم على سائر نساء العالمين!!
قال: كنت إذا عند الله من الكافرين.
قال: ولم؟!
قال: لأنك رددت شهادة الله لها بالطهارة وقبلت شهادة الناس عليها، كما رددت حكم الله ورسوله أن جعل لها فدك وقبضته في حياته (صلى الله عليه وآله وسلم)، ثم قبلت شهادة أعرابي بائل على عقبيه عليها، وزعمت أنه فيئ للمسلمين، وقد قال رسول الله: " البينة على المدعي واليمين على المدعى عليه " فرددت قول رسول الله: " البينة على من ادعى واليمين على من ادعي عليه " (1).
ونحو هذا استدلال الزهراء (عليها السلام) على أبي بكر (2)، وقول الأنصار لها:
يا بنت رسول الله! قد مضت بيعتنا لهذا الرجل، ولو أن زوجك وابن عمك سبق إلينا قبل أبي بكر ما عدلنا به (3).. وفي آخر: لو سمعنا حجتكم ما عدلنا عنكم.
وجاء في كلام الإمام علي (عليه السلام) قوله: " فوالله يا معشر المهاجرين!
لنحن أحق الناس به، لأنا أهل البيت، ونحن أحق بهذا الأمر منكم، ما كان فينا إلا القارئ لكتاب الله، الفقيه في دين الله، العالم بسنن رسول الله،

(١) الاحتجاج ١ / ٩٠ - ٩٥ (طبعة النجف ١ / ١١٩ - ١٢٧).
(٢) أنظر: كتاب سليم بن قيس: ١٣٥ - 137.
(3) الإمامة والسياسة 1 / 175.
(١٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 ... » »»
الفهرست