مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٨ - الصفحة ٨٢
والمكان في النسب، وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم... فاسمع مني أعرض عليك أمورا تنظر فيها، لعلك تقبل منها بعضها.
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): قل يا أبا الوليد أسمع.
قال: يا بن أخي! إن كنت إنما تريد بما جئت به من هذا الأمر مالا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا، وإن كنت تريد به شرفا سودناك علينا حتى لا نقطع أمرا دونك، وإن كنت تريد به ملكا ملكناك علينا.
... ولما تلا عليه النبي آيات من الذكر الحكيم رجع عتبة وقال لقريش فيما قال: أطيعوني واجعلوها بي. وخلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه فاعتزلوه... فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم، وإن يظهر على العرب فملكه ملككم، وعزه عزكم (1).
وأعاد عليه هذه المطالب نفسها زعماء قريش: عتبة بن ربيعة، وشيبة ابن ربيعة، وأبو سفيان بن حرب، والنضر بن الحارث بن كلدة، وأبو البختري بن هشام، والأسود بن المطلب بن أسد، وزمعة بن الأسود، والوليد بن المغيرة، وأبو جهل بن هشام، وعبد الله بن أبي أمية، والعاص ابن وائل، ونبيه ومنبه ابنا الحجاج، وأمية بن خلف ومن اجتمع منهم (2).
ولما راح النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يعرض نفسه على القبائل ويدعوهم إلى الإسلام، حاول بنو عامر بن صعصعة ضمان رئاستهم ومجدهم مقابل دخولهم في الإسلام، فقد قال بيحرة بن فراس: لو أني أخذت هذا الفتى

(1) سيرة ابن هشام 1 / 1.
(2) سيرة ابن هشام 1 / 1.
(٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 ... » »»
الفهرست