مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٨ - الصفحة ٨١
بدعوى أنه فتح لها باب الدخول في الإسلام، كما سمي إبراهيم أبا لتسميته أمته بالمسلمين!! ولا يعدون رسول الله أبا لهم مع روايتهم عن عائشة في قراءتها قوله تعالى: * (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم) * (1)، وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): " يا علي! أنا وأنت أبوا هذه الأمة " (2).
وهو (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي عرفهم حقيقة الإسلام، وأوقفهم على تعاليمه ودعوتهم إليه!
5 - كراهة قريش اجتماع النبوة والخلافة في بني هاشم:
لقد كان الجاهليون حريصين أشد الحرص على احتلال مواقع اجتماعية وقيادية، راكضين وراء السلطة والرئاسة، وقد ساعد على تلك النعرة عدم وحدة القيادة آنذاك، وطموح كل شخص بالاستقلال بما يمكنه من حكم، وما تعدد الآلهة واتخاذ كل قبيلة آلهة لها إلا مظهر من مظاهر ذلك الطموح، إذ أن الدين عندهم في بعض جوانبه يمثل الاستقلال والانفراد بالسلطة الذاتية أو الحكم الذاتي مقابل سلطات الآخرين.
ومن خلال هذه الركيزة برز هذا الشكل من أشكال التعاطي مع الرسالة المحمدية - ومن أول البعثة المباركة - إذ إن عتبة بن ربيعة بعد اتفاقه مع قريش جاء ليفاوض النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وكان في ما طرحه من بنود لحل ذلك النزاع، قال:
يا بن أخي! إنك منا حيث قد علمت، من السلطة في العشيرة،

(١) الدر المنثور ٥ / 18.
(2) ينابيع المودة 1 / 70 ح 4.
(٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 ... » »»
الفهرست