مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٨ - الصفحة ٧٢
السنة بعد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) (4) السيد علي الشهرستاني 4 - مكانة الشيخوخة:
إن العرب قد اعتادوا إعطاء الإمارة والزعامة لمن هو أسن القوم، ومن له المكانة والمنعة في القبيلة، لكونه أحنك القوم والمجرب فيهم، وعلى ضوء هذه النظرية تعاملوا مع مسألة الخلافة بعد الرسول تعامل سلطة وحكم، حتى إنه لما نزل قوله تعالى: * (وأنذر عشيرتك الأقربين) * (1) دعا النبي بني عبد المطلب، وكانوا يومئذ أربعين رجلا، إلى الإسلام، ثم قال: من يؤاخيني ويؤازرني يكون وليي ووصيي وخليفتي من بعدي؟ فقام إليه علي بعد سكوت القوم، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): أنت إذن.
حينذاك قام القوم وهم يهزؤون ويضحكون ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع وتطيع لهذا الغلام (2).
وظلت مخلفات هذا المفهوم حتى جاء عن أبي بكر قوله يوم

(١) سورة الشعراء ٢٦: ٢١٤.
(٢) أنظر: فرائد السمطين ١ / ٨٥، تاريخ الطبري ٢ / ٢١٧، شواهد التنزيل ١ / ٥٤٢، الطبقات الكبرى ١ / ١٨٧، مسند أحمد ١ / ١١١، الدر المنثور ٥ / 97.
(٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 ... » »»
الفهرست