مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٩ - الصفحة ١٩٢
قلت: ثم من؟
قال: ثم أمك.
قلت: ثم من؟
قال: ثم أمك.
قلت: ثم من؟
قال: ثم أباك، ثم الأقرب فالأقرب (1).
وعن الحسن بن علي بن شعبة، عن الإمام السجاد (عليه السلام)، أنه قال في حديث: وأما حق الرحم، فحق أمك أن تعلم أنها حملتك حيث لا يحمل أحد أحدا، وأطعمتك من ثمرة قلبها ما لا يطعم أحد أحدا، وأنها وقتك بسمعها وبصرها، ويدها ورجلها، وشعرها وبشرها، وجميع جوارحها، مستبشرة بذلك فرحة موبلة (2)، محتملة لما فيه مكروهها وألمها وثقلها وغمها، حتى فنيتها (3) عنك يد القدرة وأخرجتك إلى الأرض، فرضيت أن تشبع وتجوع هي، وتكسوك وتعرى، وترويك وتظمأ، وتظلك وتضحى، وتنعمك ببؤسها، وتلذذك بالنوم بأرقها، وكان بطنها لك وعاء، وحجرها لك حواء، وثديها لك سقاء، ونفسها لك وقاء، تباشر حر الدنيا وبردها لك ودونك، فتشكرها على قدر ذلك، ولا تقدر عليه إلا بعون الله وتوفيقه.
وأما حق أبيك، فتعلم أنه أصلك وأنت فرعه، وأنك لولاه لم تكن، فمهما رأيت في نفسك مما يعجبك، فاعلم أن أباك أصل النعمة عليك فيه،

(١) الأدب المفرد: ١٨ ح 3.
(2) كذا في المصدر، ولعل الصحيح مؤملة، لأن الولد أمل أمه فهي تأمل نشاطه وشبابه.
(3) كذا، وفي المصدر دفعتها.
(١٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 185 187 189 190 191 192 193 194 195 196 197 ... » »»
الفهرست