مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٩ - الصفحة ١٩١
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته (عليهم السلام).
وجدير بالذكر أن الله سبحانه وتعالى قد أمر بالاحسان للوالدين; لشفقتهما على الولد، وبذلهما كل ما بوسعهما لإيصال الخير إليه، وإبعاد الضر عنه; ولأن الولد قطعة من الوالدين، وأنهما أنعما على الولد وهو في غاية الضعف، ونهاية العجز، فوجب أن يقابل ذلك بالشكر عند كبرهما وشيخوختهما.
كما أنه لا نعمة تصل إلى الإنسان أكثر من نعمة الخالق عليه، ثم نعمة الوالدين; إذ إنه بدأ بشكر نعمته أولا، ثم أردفها بشكر نعمة الوالدين بقوله: ﴿أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير﴾ (١).
وأنه عز وجل أوصى بالوالدين وصية مؤكدة، وبطاعتهما المطلقة في ما دون معصيته والشرك به سبحانه، ومعاملتهما بالحسنى إلى آخر العمر، بقوله تعالى: ﴿وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما﴾ (2).
إن من أفضل الطاعات: البر، ومن أفضل البر: بر الوالدين، فطوبى لمن بر والديه، فهو من السعداء، والجنة مأواه، والنار بعيدة عنه، وإن أفضل بر الوالدين بر الأم.
عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده، قال:
قلت للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم): يا رسول الله! من أبرر؟
قال: أمك.

(١٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 184 185 187 189 190 191 192 193 194 195 196 ... » »»
الفهرست