مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٩ - الصفحة ٢٠٧
لازم لا يعطل، وإحساننا لك لا يقابل بشكر، وإكرامنا لك لا يكافأ ببر.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا يجزي ولد عن والده إلا أن يجده مملوكا فيشتريه ويعتقه (1). وفي خبر آخر: إن كل أعمال البر يبلغ منها الذروة العليا، إلا حق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وحق والديه (2).
وقد ارتفعت بجميل التربية عن درجة الأصاغر، وألحقك حميد النشوء بمنزلة الأكابر، وبالغت في تأديبك، وحسن تقويمك وتهذيبك، وإني لما خفت عليك عثرة قدم الشبيبة في حق والديك، وزلة الدالة عليهما بتضييع فرضهما عليك، حيث تكسب ذم العاجلة، وتعتقب عذاب الآجلة، رأيت أن أنبهك على واجب حقهما، وأعرفك لازم فرضهما.
فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما نحل والد ولده نحلة أفضل من أدب حسن يفيده إياه، وجهل قبيح يرد منه وينهاه (3).
وقال بعض الحكماء: أشد الآباء حبا لأبنائهم، الذين يبالغون في تعليمهم (4).
وقيل: من أدب ولده أرغم أنف عدوه (5)

(١) الأمالي - للصدوق -: ٣٧٣ ح ٩، صحيح مسلم ٢ / ١١٤٨ ح ١٥١٠، سنن الترمذي ٤ / ٣١٥ ح ١٩٠٦، سنن ابن ماجة ٢ / ١٢٠٧ ح ٣٦٥٩، مسند أحمد ٢ / ٢٣٠ و ٢٦٣ و ٤٤٥، السنن الكبرى - للبيهقي - ١٠ / ٢٨٩، جامع الأصول ١ / ٤٠١ ح ١٩٣.
(٢) الفقه المنسوب للإمام الرضا (عليه السلام): ٣٣٢.
(٣) سنن الترمذي ٤ / 338 ح 1952، السنن الكبرى - للبيهقي - 2 / 18 و 3 / 84، المعجم الكبير - للطبراني - 12 / 320 ح 13234، جامع الأصول 1 / 416 ح 218.
(4) أنظر: ربيع الأبرار 3 / 203 - 304.
(5) العقد الفريد 2 / 271 نحوه، وورد هذا القول في رسالة الظرف والتظرف.
(٢٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 198 199 200 201 206 207 208 209 210 211 212 ... » »»
الفهرست