مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٨ - الصفحة ٣٤٣
فاق الناس بعلمه وفقهه، ولهذا فقد تعرض السيد من جراء هذا المنصب إلى حسد الحاسدين، لا سيما من تلبس منهم بلباس الفقهاء، ومن تقمص قميص العلماء.
وعلى الرغم من كثرة حاسديه في تلك البلاد مع شيوع النصب والعداء لأهل البيت (عليهم السلام) وشيعتهم، كان السيد الشهيد مجاهرا بالدعوة إلى التشيع أمام من يطمئن إلى دينه وورعه، حتى قيل عنه: إنه أول من نشر مذهب الحق في بلاد الهند ولهذا فقد حيكت الدسائس ضده (قدس) قبل أن ينكشف تشيعه ثم سعت زمرة من الأوغاد التتريين بزي العلماء من العامة، إلى السلطان بإباحة دمه الشريف، خصوصا وقد سمع بعضهم منه عبارة: (عليه الصلاة والسلام) قالها بحق أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، بعد أن جرى ذكره العطر على لسانه. فاغتنمها حساده، وزعموا أنها مختصة بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ورفعوا ذلك إلى السلطان، وقد علم أحد كبار علماء الهند المنصفين بهذه الدسيسة والمحاولة القذرة، فكتب إلى سلطان الهند يعلمه أن عليا عليه السلام هو من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، إلا أن الجهال لا يفقهوا ذلك، ولم يعرفوا حق أمير المؤمنين (عليه السلام)، مع حسدهم لذلك السيد الجليل لما وصل إليه من مكان عال ومنزلة شامخة بين العلماء فانصرف السلطان عن قتله بعد أن عرف حقيقة الحال وواقعه.
ولم يلبث أولئك النواصب أن استغلوا وفاة السلطان (أكبر شاه) واغتنموا مجئ ابنه (جهانگير شاه التيموري) خلفا على البلاد، وكان ضعيف الرأي سريع التأثر شديد التعصب، فدس أولئك الحساد والأوغاد رجلا خسيسا منهم إلى السيد الشهيد لمعرفة أخباره والتجسس عليه
(٣٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 337 339 340 341 342 343 344 345 346 347 348 ... » »»
الفهرست