مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٨ - الصفحة ٢٩٠
[تنبيه] ليس من شواهد المسألة قول نمر بن تولب:
وإن الله يعلمني ووهبا * وإنا سوف نلقاه سوانا لكن الشيخ الإمام أبا جعفر الطوسي (رحمه الله) عد ذلك من شواهد المجوزين لعطف الاسم الظاهر على المضمر المخفوض من دون إعادة الخافض، وأورد عليه: أن مثل ذلك لا يجوز في القرآن والكلام انتهى (1).
لكنك خبير بأنه لا يصلح شاهدا في المقام، وذلك من وجهين:
الأول: أن " وهبا " منصوب على أنه مفعول معه، والكلام في الظاهر المجرور بالعطف على الضمير المجرور.
والثاني: أن الواو هنا للمعية دون العطف - وإن كان أصلها واو العطف التي فيها معنى الجمع - نحو: " كفاك وزيدا درهم " و " اقتلني ومالكا ".
وأما قوله (رحمه الله): " إن مثل ذلك لا يجوز في القرآن والكلام " فقد تبين لك أن مثله واقع في كلام العرب كثيرا، وكذا في التنزيل الجليل.
ولو تنزلنا فغاية ما قد يقال: إن ذلك ضعيف، وليس ذا بضائر بعد ما صرحوا بوقوع الشاذ في الكتاب المجيد، مع اتفاقهم على أنه في أعلى مراتب الفصاحة والإعجاز.
فوقوع الضعيف - على تقدير تسليمه - أهون أمرا، وأسهل خطبا.

(١) التبيان في تفسير القرآن 3 / 98.
(٢٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 ... » »»
الفهرست