مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٨ - الصفحة ٤٤٥
ثم أقول حينئذ:
إن عبد الله بن عمر، والذين توضؤوا ومسحوا (1) على أرجلهم بمرأى من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كانوا من أصحابه قطعا.
ولا شك ولا شبهة أن أصحابه (صلى الله عليه وآله وسلم (2) أعلم ممن سواهم - منا ومنكم - بسنن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، لمشاهدتهم له في أفعاله - سيما في الأسفار - ولأخذهم معالم دينهم، وواجباتهم، وسننهم عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) بغير واسطة، خصوصا الضرورية المتكررة.
فلولا علمهم بوجوب المسح ما مسحوا، وهل يتصور من مثل عبد الله بن عمر إنه من حين بلوغه (3)، بل من أيام تمرينه (على الصلاة) (4) إلى حين وقوع ذلك السفر، لم يشاهد من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولا من أبيه الفارق (5)!!

(١) في ر: أو مسحوا.
(٢) في م: عليه السلام.
(٣) دخل ابن عمر سن التكليف الشرعي في حدود السنة الخامسة بعد الخجرة الشريفة لأنه ولد قبل الهجرة الشريفة بعشر سنين كما في الإستيعاب ٣ / ٩٥٠، وأسد الغابة ٢ / ٢٢٧، والإصابة ٢ / ٤٤ رقم ٣٨٣٤.
(٤) في م و ر: للصلاة، وما أثبتناه بين المعقوفين هو الصحيح، والتمرين هو التدريب على الشئ، من الفقل مرن التعدي ب‍ (على) لا اللام، أنظر: لسان العرب ١٣ / ٨٧ مادة مرن.
(٥) الفاروق لغة: هو من يفرق بين شيئين، ورجل فاروق: يفرق بين الحق والباطل، لسان العرب ١ / 234 مادة فرق، وتسمية عمر بالفاروق باطلة جزما لأنهم ذكروا في تسميته بالفاروق أسبابا، منها: أنه ضرب بالحق على لسانه!! وهذا كذب والله، إذ لو كان هذا القول صدقا وحقا لكان تدوين السنة باطلا، إذ منعه عمر، وما بعد الحق إلا الباطل.
ومنها: زعمهم أن الله تعالى سماه بذلك، وهذا كذب على الله والله الله إذ لو كان ذلك لكان من أولى الناس أن يفرق بين الحق في هلموا أكتب لكم.. وبين الباطل في أنه ليهجر!!.
والثابت من طرقنا، أن الوصي (عليه السلام) هو الفاروق، ولكن من غصبه حقه، تلفع بألقابه (عليه السلام).
(٤٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 440 441 442 443 444 445 446 447 448 450 451 ... » »»
الفهرست