مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٩ - الصفحة ٤٥٠
واعترض فخر الدين الرازي في كتاب المحصول على الأول:
بأن المراد بأهل البيت: زوجاته [صلى الله عليه وآله وسلم]، بقرينة ما قبل الآية وما بعدها، والتذكير في (ويطهركم) و (عنكم) لا يمنع من إرادتهن، بل يمنع من القصر عليهن، وحديث لف الكساء، معارض بما روي عن أم سلمة - رضي الله عنها -، أنها قالت له عليه السلام: ألست من أهل بيتك يا رسول الله؟ فقال: (بلى إن شاء الله) (126).
واعترض على الثاني (127)، بأن الحديث من باب الآحاد (128) وهو مردود عند الإمامية.

(١٢٦) تقدم تخريج رواية أم سلمة - رضي الله تعالى عنها - في هامش الايراد الثالث، ص ٤٣٨ من هذه الرسالة.
(١٢٧): أي على الاحتجاج بحديث الثقلين.
(١٢٨) إن المصنف قدس سره الشريف - لم يشتغل بالجواب عن هذا الاعتراض إلا بالقدر الذي تسمح به هذه الرسالة، ولو أجاب - قدس سره - بالنقض لإثبات تواتر الحديث من طرق أهل السنة، لاحتاج إلى كتاب مستقل كما فعل صاحب (العبقات) رحمه الله تعالى، حيث أفرد ثلاثة مجلدات من مجلدات (العبقات) لإثبات تواتر حديث الثقلين.
ونحن لا يسعنا في المقام إلا أن نذكر بعض من رواه من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بلفظ: (وعترتي أهل بيتي)، وبعض طرق الحديث إليهم - مستعينين بثمانية وعشرين مصدرا من مصادر أهل السنة، وهي المتقدمة قبل هامشين فقط - والتفصيل يطلب من محله، فنقول:
أما من روى الحديث من الصحابة - باللفظ المتقدم - فهم: أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وثلاثة عشر رجلا من الصحابة، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وزيد بن ثابت، وزيد بن أرقم، وأبو سعيد الخدري، وحذيفة بن أسيد، وابن عباس، ويريد، والبراء ابن عازب، وجرير، وأبو ذر الغفاري، وحبشي بن جنادة، ومالك بن الحويرث، وأنس بن مالك، وعمرو بن مرة، وبريدة الأسلمي، والبجلي، وسعد، وأبو هريرة واثنا عشر رجلا من الصحابة، وعبد الرحمن بن عوف، وابن عمر، وعائشة بنت سعد، وأم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وأما طرق الحديث إلى هؤلاء الصحابة فقد بلغت - كما يظهر من مصادره المتقدمة - أكثر من مائة طريق، وهي:
١ - أخرجه الترمذي، والنسائي، وابن أبي شيبة، والخطيب في (المتفق والمفترق)، كل من طريق، عن جابر بن عبد الله الأنصاري.
٢ - أخرجه أحمد، والطبراني، كلاهما من طريقين، وعبد بن حميد، وابن الأنباري، وابن أبي ليلى، ونور الدين الهيثمي، كل من طريق، عن زيد بن ثابت.
٣ - أخرجه الطبراني في (المعجم الكبير) من طرق كثيرة. والترمذي، والحاكم من طريقين. وأحمد، وعبد بن حميد، ومسلم، وأبو داود، والدارمي، ونور الدين الهيثمي، كل من طريق، عن زيد بن أرقم.
٤ - أخرجه أبو يعلى، والطبراني في (المعجم الكبير)، كلاهما من طريقين. وابن أبي شيبة، وأحمد، وابن سعد، والبارودي، كل من طريق، عن أبي سعيد الخدري.
٥ - أخرجه الطبراني في (المعجم الكبير)، والحاكم، ونور الدين الهيثمي، كل من طريق، عن أبي الطفيل، عن حذيفة بن أسيد الغفاري.
٦ - أخرجه أحمد، والحاكم، عن ابن عباس.
٧ - أخرجه ابن أبي شيبة، وأحمد، عن ابن عباس، عن بريد.
٨ - أخرجه أحمد، وابن ماجدة، عن البراء بن عازب.
٩ - أخرجه الطبراني في (المعجم الكبير) عن جرير.
١٠ - أخرجه أبو نعيم، عن جندب بن جنادة.
١١ - أخرجه البخاري في تاريخه، وابن نافع، عن حبشي بن جنادة.
١٢ - أخرجه الطبراني في (المعجم الكبير)، عن مالك بن الحويرث.
١٣ - أخرجه أحمد، عن علي عليه السلام وثلاثة عشر رجلا من الصحابة.
١٤ - أخرجه الخطيب في (المتفق والمفترق) عن أنس بن مالك.
١٥ - أخرجه الطبراني في (المعجم الكبير)، عن عمرو بن مرة وزيد بن أرقم معا.
١٦ - أخرجه أحمد، والنسائي، وابن حبان، والحاكم، والضياء المقدسي، كل من طريق، عن بريدة الأسلمي.
١٧ - أخرجه النسائي، عن سعيد بن وهب، عن عمر بن ذر مرفوعا.
١٨ - أخرجه عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن القواريري، عن يونس بن أرقم من طرق كثيرة صحيحة، عن أبي الطفيل، وعن زيد بن أرقم، وعن ابن عباس، وعن عائشة بنت سعد، وعن البراء بن عازب، وعن ابن أسيد، وعن البجلي، وعن سعد.
١٩ - أخرجه نور الدين الهيثمي، عن أبي هريرة، وعلي عليه السلام معا، وأخرجه بهذا الطريق وطريق آخر - بلفظ قريب من الأول - عن عبد الرحمن بن عوف، وبطريق آخر - قريب من لفظه - عن عبد الله بن عمر.
٢٠ - أخرجه ابن أبي شيبة، عن أبي هريرة، واثني عشر رجلا من الصحابة.
أنظر: دفاع عن الكافي - ثامر العميدي - ١ / ١٤١.
هذا، وقد أحصى السيد علي الميلاني في كتابه: (حديث الثقلين.. تواتره، فقهه كما في كتب السنة، نقد لما كتبه الدكتور السالوس): ٤٧ - ٥١ رواة الحديث عبر القرون ابتداء من القرن الثاني وحتى القرن الرابع عشر الهجري فبلغوا مائة وخمسة وستين عالما، ومن هنا تتضح قيمة اعتراض الرازي على حديث الثقلين بأنه من الآحاد! على أن بعض أهل السنة يرى تحقق التواتر بنقل الواحد! كالغزالي في كتابه: المنخول: ٢٤٢، والأعجب من هذا كله هو ادعاء الآمدي في الإحكام في أصول الأحكام ١ / 209 حيث أضاف إلى قوله: (إنه من باب الآحاد): (وإن كان حجة ولكن لا نسلم أن المراد بالثقلين: الكتاب والعترة، بل:
الكتاب والسنة) مدعيا بأن الحديث ورد بلفظ (كتاب الله وسنتي)، مع أن الحديث بهذا اللفظ (وسنتي) لم يروه سوى مالك في الموطأ 2 / 208 وابن هشام في سيرته 4 / 603 وكلاهما لم يسنداه! وأسنده المناوي في فيض القدير / شرح الجامع الصغير 3 / 240 وفي إسناده صالح بن موسى الطلحي الكوفي، وقد أطبقت كلمة علماء الرجال على وصفه بأقبح الأوصاف، ولم يوثقه أحد من أهل السنة قط!
راجع: ديث الثقلين - للسيد الميلاني -: 63 وما بعدها، وحديث الوصية بالثقلين:
الكتاب والسنة - للسيد الميلاني أيضا - المنشور ضمن سلسلة الأحاديث الموضوعة في مجلة (تراثنا)، العدد الرابع [29]، السنة السابعة، شوال 1412 ه‍، ص 171 - 187.
(٤٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 445 446 447 448 449 450 453 454 455 456 457 ... » »»
الفهرست