مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٨ - الصفحة ٦٠
عاداه) (88)!.
وقال له ولأهل بيته: (أنا حرب لمن حاربتم، وسلم لمن سالمتم)! (89).
فجاء التاريخ مسالما وعاذرا، بل مطاوعا لمن أبغضهم وعاداهم وحاربهم!!
نتيجة البحث:
أبو ذر قربته السنة، ونفاه الحاكمون، فنفاه التاريخ!
وعمار نصرته السنة، وقتله الباغون، فغاله التاريخ!
والأنصار أدنتهم السنة، وأبعدهم المتغلبون، فأبعدهم التاريخ!
وعلي حالفته السنة، وخاصمه القاسطون، فخاصمه التاريخ!
ذاك مسار السنة، وهذا مسار التاريخ!!
فالسنة قد أدانت التاريخ مرات ومرات، وقطعت معه موعدا يوم اللقاء على الحوض! فجناية التاريخ ليست في اصطناع الأعذار فقط، بل في مبادلة الأدوار..
فحين يكون أبو ذر وعمار قد تأثرا بابن سبأ، أو انحرفا عن الجادة بإثارة الفتنة، فسوف يكون الحق مع خصومهم، فالخصوم إذا هم الذين لزموا الصراط المستقيم، وما كان عليه أبو ذر وعمار هو الباطل!!
فهذا هو مصير السنة حين يكتب التاريخ بأقلام العاذرين ولإرضاء العامة واستجلاب رضا المتغلبين.
إنه لفصام كبير بين مسار الإسلام كما أراده الله ورسوله، وبين المسار

(٨٨) مسند أحمد ١ / ١١٩، ١٥٢ و ٤ / ٢٨١، ٣٧٠، ٣٧٢، سنن ا بن ماجة ١ / ٤٣ ح ١١٦، سنن النسائي - كتاب الخصائص - بعدة طرق.
(٨٩) مسند أحمد ٢ / ٤٤٢، سنن الترمذي ٥ / ٦٦٩ ح ٣٨٧٠، سنن ابن ماجة ١ / 52 ح 145، مصابيح السنة 4 / 190.
(٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 ... » »»
الفهرست