مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٨ - الصفحة ٦٢
المختلفة.
وهذا هو الذي أردناه في هذا البحث..
* فالقرآن والسنة هما المصدران المعصومان اللذان يحكمان على كل ما عداهما، ولا شئ يحكم عليهما.
* وإن القرآن والسنة يعكسان الصورة التامة لمسار الإسلام، في حياة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وبعده.
* وأما الواقع الذي صنعه المسلمون بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فهو من صنع المسلمين أنفسهم، وهو خاضع لميزان القرآن والسنة، فما كان منه موافقا لهما فهو من الإسلام ومن مساره الشرعي الذي لا شك فيه، وما كان منه مخالفا لهما فهو مسار آخر أولى أن ينسب إلى أصحابه.
كما ظهر هنا جليا نوعان من الموازين خضعت لهما أكثر الدراسات في التاريخ والعقيدة، وهما:
* ميزان منح أصول المذهب سمة العصمة، فجعل نصوص القرآن والسنة وحقائق التاريخ كلها خاضعة له، فما وافق المذهب فهو الحق عنده، وما خالف المذهب أعمل فيه التأويل ولو إلى حد التعطيل وخصوصا مع آيات الكتاب الكريم، وما لا يمكن تأويله من السنة والحقائق التاريخية أنكرها بالمرة وكذب بها!
* وميزان منح السياسة النافذة والأمر الواقع في مرحلة ما سمة العصمة، وجعلها هي الحاكمة على النصوص القرآن والسنة، فلا يقبل إلا ما وافقها، وأما ما خالفها فمصيره إما إلى التأويل الذي يبلغ أحيانا منزلة النسخ والتعطيل، وإما إلى التكذيب والانكار الذي ينال الكثير من السنة النبوية والوقائع التاريخية.
وما توفيقي إلا بالله.
(٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 ... » »»
الفهرست