مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٨ - الصفحة ٣٥
والأنصار التي أعرض عنها غ يره ممن تقدم ذكرهم، وربما تكون من أبرز رواياته في ذلك: حديث سلمان الفارسي وهو يسأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا رسول الله، إنه ليس من نبي إلا وله وصي وسبطان، فمن وصيك وسبطاك؟
فيجيبه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: (والذي نفسي بيده لأنا خير النبيين، وإن وصيي لخير الوصيين - يعني عليا عليه السلام - وسبطاي خير الأسباط - يعني الحسن والحسين عليهما السلام - (52).
اختصار ابن هشام:
عمد ابن هشام إلى أشياء في سيرة ابن إسحاق فحذفها، وقال: تركت ذكرها للاختصار. ولأجل الأمانة فقد أوضح عن تلك الأشياء التي حذفها في مقدمته، وقد تضمنت: بعض أخبار ما قبل النبوة، وبعض الأنساب التي لا تتصل بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وأشعارا تفرد بذكرها ابن إسحاق، ثم ذكر أشياء أخرى حذفها فقال:
وأشياء:
بعضها يشنع الحديث به.
- وبعض يسوء بعض الناس ذكره.
- وبعض لم يقر لنا البكائي بروايته.
ولعل هذه الأشياء هي أخطر ما حذف من سيرة ابن إسحاق، وبالخصوص الثاني منها الذي قال عنه (يسوء بعض الناس ذكره) وسوف تظهر معالم هذه الأشياء المحذوفة عند الحديث عن تاريخ الطبري، وعن منهاج التدوين في تلك المرحلة، علما أن ابن هشام قد توفي سنة 213 ه‍.

(52) سيرة ابن إسحاق / 124 - 125، وانظر مقدمة د. سهيل زكار على السيرة: 13 - 14.
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»
الفهرست