مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٨ - الصفحة ٣٣
هاشم ما كان لا يأذن به الأمويون؟!
لقد لاحظ بعض المحققين أن مغازي أبي معشر كانت تضم كل أحداث حياة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم (44).
فهو إذن لم يقتطع تلك الأجزاء التي اقتطعها عروة والزهري وتلاميذهم، وهذا هو التشيع!
هذا، رغم أن الظاهر من رواية أبي معشر أنه كان متحفظا في نقل هذا النوع من الحديث، كما هو ظاهر في الرواية الوحيدة التي نقلها عنه الطبري في ما يخص عصر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وهي روايته لإمارة أبي بكر على الحج وبعث علي عليه السلام على أثره وتبليغ سورة براءة، فقد أخفى أبو معشر ما في هذه الواقعة من مزية لعلي عليه السلام في قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (أمرت ألا يبلغ عني إلا أنا أو رجل مني) فلم يأت هذا الحديث في روايته! (45).
وأما في عهد الخلفاء فقد روى الطبري عنه كثيرا (46)، ولكن لم يرو عنه في الغالب إلا تاريخ غزوة، أو تاريخ وفاة، أو اسم من ولي الحج في كل سنة من السنين!
* يحيى بن سعيد: ابن أبان بن سعيد بن العاص الأموي (194 ه‍) تلميذ ابن إسحاق، أخذ عنه المغازي (47)، وروى عنه كتاب الخلفاء (48).
من هنا لحق به ما لحق بابن إسحاق، ورغم أنه روى عن هشام بن عروة

(٤٤) تاريخ التراث العربي ٢ / ٩٤.
(٤٥) تاريخ الطبري ٣ / 123.
(46) لا عن مغازيه التي تختص بعهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وإنما كتابه الآخر (تاريخ الخلفاء) الذي يبدو أنه استوعب فيه التاريخ إلى سنة وفاته.
(47) سيرة أعلام النبلاء 9 / 139.
(48) معجم الأدباء 18 / 9 ترجمة ابن إسحاق.
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»
الفهرست