مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٨ - الصفحة ٣٢
إن بالشام مئة ألف فارس، كل يأخذ العطاء، مع مثلهم من أبنائهم وعبدانهم، لا يعرفون عليا ولا قرابته، ولا عمارا ولا سابقته، ولا الزبير ولا صحبته، ولا طلحة ولا هجرته، ولا يهابون ابن عوف ولا ماله، ولا يتقون سعدا ولا دعوته (40).
7 - آخرون: أما الآخرون من أصحاب المغازي والسير الذين لم يقفوا عند تلك الحدود ولا خضعوا لتلك الضوابط، لأثبتوا من السير ما صح لديهم أو ما بلغهم حتى من سير علي عليه السلام وبني هاشم والأنصار، فكان من اليسير جدا أن ينبزوا بالتشيع، وعندما يقال لمؤرخ أو محدث إنه يتشيع فليس المراد التعريف بمذهبه وحسب، بل المراد ا لطعن بروايته وردها.
وهكذا كان نصيب الكثير من مؤرخي تلك المرحلة، والمرحلة اللاحقة أيضا، فقيل فيهم: كان أصحاب المغازي يتشيعون، كابن إسحاق، وأبو معشر، ويحيى بن سعيد الأموي وغيرهم (41).
* قد تقدم التعريف بابن إسحاق وسيأتي بتفصيل أكثر في الفقرة اللاحقة.
* أبو معشر: نجيح بن عبد الرحمن السندي (170 ه‍) مولى أم موسى ابن المهدي العباسي (42)، أشخصه المهدي معه من المدينة إلى بغداد سنة 160 ه‍ وأمر له بألف دينار، وقال له: تكون بحضرتنا فتفقه من حولنا (43). فهذا من أن يأتيه التشيع، إلا أن يكون قد روى من سير علي عليه السلام وبني

(٤٠) الإمامية والسياسة: ٤٦.
(٤١) معجم الأدباء ١٨ / ٧.
(٤٢) من هنا قالوا له: مولى بني هاشم.
(٤٣) سير أعلام النبلاء ٧ / ٤٣٥ - ٤٤٠، تهذيب التهذيب ٩ / 374.
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»
الفهرست