مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢٢ - الصفحة ٨
وعبر عنهما بالثقلين وحث الأمة على اتباعهما والاسترشاد بهديهما، في الحديث المتواتر:
" إني مخلف فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا ".
والمسلمون اليوم يملكون تراث نبيهم هذا، الذي خلفه لهم، طريقا أمينا للوصول إلى أهداف الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا هو الذي نصبته " تراثنا " أمامها فجعلت في مقدمة أهدافها " إحياء تراث أهل البيت عليهم السلام "، أداء لحق هذا الثقل الذي غفل عن ذكره الغافلون.
وكانت " تراثنا " قد أحيت ذكريات خالدة من قبل، وشاركت فيها، بأعداد خاصة، وبمقالات عديدة، مساهمة في تعظيم تلك الذكريات اعتقادا منها أن ذلك جزء من التراث الزمني، الذي لا بد من إحيائه.
و " تراثنا " إذ تقدس هذه الذكرى، تعاهد الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم أن تجند طاقاتها في سبيل الإسلام وتراثه وتدعو الله أن يجزي نبينا العظيم عنا وعن الإسلام خير الجزاء. وأن يؤتيه الوسيلة، والشفاعة، والزلفى، والكرامة والدرجة الرفيعة، وأن يبلغه المقام المحمود عنده، وأن يصلي عليه صلاة دائمة متواترة.
وبهذا العدد:
تدخل " تراثنا " عامها السادس، وقد خلفت وراءها أعواما خمسة، مثقلة بالجهود، مزدانة بألوان شيقة من المعرفة التراثية، قدمتها بكل إخلاص إلى محبي التراث المجيد.
ولو أن التراث بنفسه، يحتل موقعا استراتيجيا من الحضارة البشرية، فما قدمته " تراثنا " في قصر المدة لا يمثل إلا جزءا مما وجب أن يعمل.
إلا أن الذي لا يمكن التغاضي عنه. أن ما قامت به " تراثنا " هو " فريد " من نوعه، في مثل الظروف والأجواء التي مرت بها، في السنوات الخمس التي مضت.
ولو أخذنا بنظر الاعتبار " الإخلاص " الذي التزمت به " تراثنا " في العمل، و " الهدوء " و " التواضع " اللذان زانت بهما " نتاجها الخصب " وعدم اللجوء إلى ما يشوب
(٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 5 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»
الفهرست